القاهرة (زمان التركية) ــ تناول مقال تحليلي نشره موقع روسي أنشطة “وقف المعارف” الذي أسسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للاستيلاء على مؤسسات حركة الخدمة التعليمية التركية التابعة للمفكر الإسلامي التركي فتح الله كولن حول العالم.
وقال كاتب المقال “عارف أصلي أوغلو”، أن تركيا دولة فاشلة في إصلاح نظامها التعليمي، ولن تتمكن من تقديم قيمة مضافة في دول أخرى، كما أشار إلى مواطن الخلل في المناهج التعليمية في تركيا، وطرح عدة تساؤلات أبرزها “كيف ستتمكن تركيا التي تعاني من مشاكل عويصة في نظام المناهج التعليمية بوزارة التعليم من تصدير خدمات تعليمية إلى الدول الأخرى؟، وهل بإمكان دولة تواجه مشاكل في مجال التربية والتعليم، ووقف المعارف الذي من الواضح أنه لم يُؤسس انطلاقًا من نوايا حسنة أن تقدما للطلاب في شتى بقاع العالم خدمات تعليمية بمعايير أخلاقية عالية؟، وكيف سيتمكن وقف معارف الذي يطلب دعمًا ماليًا من بعض الدول العربية من تولي إدارة مدارس حركة الخدمة في بقاع مختلفة من العالم ومواصلة مسيرتها؟”.
وذكر المقال الذي نشره موقع “ريكنوم ” Regnum، الإخباري في روسيا، أن” الوقف قائم على أفكار مثل العثمانية الجديدة، وفكرة العرق المتفوق (العثمانية الجديدة والقومية الطورانية)”، وأكد أن أردوغان يحاول عن طريق هذا الوقف “تصدير أيديولوجيته التي تتكون من خليط الإسلامية الراديكالية والقومية التركية الطورانية إلى دول العالم”.
وتناول المقال أيضًا النسب المئوية للقراءة والكتابة والمستويات التعليمية في تركيا، في ضوء نتائج بعض الإحصاءات، حيث تشير التقارير الصادرة عن المؤسسات الإحصائية إلى أن 12% من الأتراك تخرجوا في الجامعات وبلغ متوسط نسبة القراءة والكتابة للطلاب 2.7 سنويًا، بجانب إغلاق 123 ألف مدرسة لأسباب مختلفة في بعض القرى، وعلى رأسها المناطق الجنوبية. بحسب ترجمة صحيفة (الأهرام) المصرية.
وتبين أن 52% من طلبة المدارس يدخنون السجائر، كما ارتفعت نسبة تناول المخدرات بين طلاب المدارس إلى 15%، واحتل نظام التعليم في تركيا المرتبة الـ50، من بين 72 دولة ضمن تقرير تقييم الأنظمة التعليمية الصادر عن البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (PISA)، وكشف التقرير عن أن 47.2 في المائة من طلاب المدارس الحكومية يهربون من المدارس وأن أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم يلحقون أبناءهم بالمدارس الخاصة والمدارس التابعة لدول أخرى، كي يحظوا بتعليم جيد وناجح، ويتمتعوا بالإمكانيات المتقدمة في المؤسسات التعليمية الخاصة عن المداس الحكومية.
وذكر المقال التحليلي، أن وقف المعارف التركي، وفقًا لإفادات أعضاء حكومة العدالة والتنمية في الصحافة والعرائض الرسمية حول الهدف من إنشائه وإنجازاته تبين أنه “مؤسسة ذات قاعدة سياسية تأسست بهدف نقل ذهنية حزب العدالة والتنمية وسياسته إلى الدول المتطورة، كوسيلة لفرض السياسة الخارجية للحزب أو مفاهيم العثمانية الجديدة والعرق المتفوق والخلافة الإسلامية التي بات لها حضور قوي في السياسة الخارجية التركية مؤخرًا”.
وأضاف أن “أولى إنجازات الوقف الذي تأسس في عام 2016 بدعم من وزارة التعليم التركية، كانت الضغوطات التي مارستها على مؤسسات حركة الخدمة التابعة لفتح الله جولن، في بعض الدول المتطورة نتيجة لاستهداف الحكومة التركية للحركة كجزء من الفوضى الداخلية في تركيا خلال الخمس سنوات الأخيرة”.
وقال إنه وفقًا للائحة الوقف فإن هدفه يكمن في تقديم خدمات تعليمية خارج تركيا، وتنفيذ أعمال تعليمية وتقديم منح تعليمية في كل المراحل، بدءًا من مرحلة ما قبل المدرسي وحتى الجامعة، وافتتاح مدارس ومؤسسات تعليمية ومساكن طلابية، وتنشئة تربويين قادرين على العمل في هذه المؤسسات بالداخل والخارج، وإجراء أبحاث ودراسات علمية، وأعمال تطوير وتنفيذ أعمال بث وتطوير الأساليب، وإجراء فعاليات تعليمية تتوافق مع لوائح الدولة التي تنشط فيها.
وأشار إلى أن هذا الأمر يطرح تساؤلات حول كيفية تمكن دولة تعاني مشاكل كبيرة في نظام المناهج التعليمية بوزارة التعليم، من تصدير التعليم إلى الدول الأخرى؟ وكيف ستتمكن الحكومة التركية من إبقاء هذه المدارس قائمة؟ خصوصًا أن التقارير الصادرة عن المؤسسات الإحصائية تشير إلى أن 12% فقط من الأتراك تخرجوا في الجامعات، و2.7 المتوسط السنوي لنسب القراءة والكتابة، وأن تلك التقارير الصادرة عن المؤسسات الإحصائية تعكس بلوغ متوسط نسبة القراءة والكتابة للطلاب 2.7 سنويًا، بجانب إغلاق 123 ألف مدرسة لأسباب مختلفة في بعض القرى وعلى رأسها المناطق الجنوبية.
وذكر أنه عقب المحاولة الانقلابية في يوليو 2016، تم فصل وإيقاف نحو 70 ألف مدرس ومدرسة بالمدارس الحكومية والخاصة، حيث تعاني المدارس الحكومية في تركيا نقصًا حادًا في عدد المدرسين بالوقت الراهن، وأن وقف المعارف لم يقم على نوايا حسنة تعليم الطلاب في شتى بقاع العالم بمعايير أخلاقية عالية، وأن الحكومة التركية لن تقدم نظامًا تعليميًا بجودة عالية لشعوب العالم بالفراغات التي تعانيها في مجالها التعليمي، خصوصًا وأن تركيا تضم الكثير من القرى التي تفتقر للمدارس والتعليم، وقامت الحكومة بإغلاق ونقل ملكية مدارس مفتوحة بالفعل، كما وصل رصيد سكن طلابي فُتح حديثا بلا رصيد إلى 24 مليون دولار.
وكشف التقرير عن فضائح مختلفة تخص تمويل الوقف، وأنه في تركيا تعمل المؤسسات على إيجاد دعم خارجي بسبب تدهور المؤشرات الاقتصادية، حيث أوجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مصدر تمويل للوقف من دول عربية مثل قطر بسبب الموضوعات ذات المحتوى الديني.