بقلم : ياوز أجار
يتفق المراقبون أن الانتخابات البرلمانية والرئاسية في تركيا شهدت جملة من أحداث غير عادية، اعتبارًا من إعلان تبكيرها حتى الانتهاء من إجراءها، مما جعلها تصنف ضمن أكثر الانتخابات المثيرة للنقاش في تاريخ السياسة التركية.
خلق مناخ من الخوف
قبل كل شيء توجهت تركيا لهذه الانتخابات في ظل قانون الطوارئ المطبق منذ سنتين والتهديدات السرية والعلنية المباشرة وغير المباشرة التي وجهتها السلطة السياسية للأحزاب المعارضة. ولما كانت المعطيات تشير إلى عودة الحيوية إلى صفوف المعارضة وتراجع شعبية حزب العدالة والتنمية شعر الأخير وأنصاره بالقلق وبدأوا يطلقون تهديدات صريحة أمام مرأى ومسمع من الجميع لتوجيه الرأي العام وخلق مناخ من الخوف. لذا نرى أن الكاتب الصحفي “مراد آكان” طالب الكتلة التصويتية لحزب العدالة والتنمية في مقال له نشرته صحيفة “ديريليش بوسطاسي” بالابتعاد عن الكلل والملل، وأكد قائلاً: “لا داعي للذعر نظرًا لأن الرئيس أردوغان لن يسمح بإجراء انتخابات سيخسرها!”.
وعلى نفس المنوال وجه الكاتب والعطار المتاجر بالأعشاب الطبية المعروف “أحمد مارانكي” تهديدات للمعارضين قائلاً: “ليس لنا أي مكان لنذهب إليه إذا خسر أردوغان، فأملي الوحيد هو الفوز في الانتخابات القادمة. وإذا تحطم هذا الأمل وخسرنا في الانتخابات فإنه ليس لنا إلا أن نحمل الأسلحة التي خبأناها في غابات بلجراد بإسطنبول وننزل إلى الشوارع ونقاتلهم!”.
هذه التهديدات قبيل إجراء الانتخابات المبكرة وصلت إلى الذروة عندما أرسل أردوغان كلاً من كبير مستشاريه “إبراهيم كالين” ورئيس الأركان العامة “خلوصي آكار” بمروحية عسكرية إلى الرئيس السابق “عبد الله جول” ليخذراه من “المخاطر” التي تنتظره في حال ترشحه للرئاسة.
نفت الدوائر القريبة من أردوغان هذا الأمر في البداية، ثم تم إبعاد الصحفي الذي نشر الخبر الخاص بهذه الزيارة الصادمة من عمله في صحيفة “خبر ترك”. تبع ذلك انتشار دعاية في إعلام السلطة تتهم عبد الله جول بالانتماء إلى “حركة الخدمة”، فزاعة أردوغان! وفي الأيام التالية اعترف جول نفسه بأن رئيس الأركان قام بزيارته مع كبير مستشاري أردوغان، لكنه زعم أنهم تكلموا في أمور أخرى غير قضية الترشح. إلا أن مستشار أردوغان أكد خلال برنامج تلفزيوني أنه زار عبد الله جول مع رئيس الأركان كمبادرة شخصية منهما بعلم أردوغان لكن دون توجيه منه وسأله خلال اللقاء ما إذا كان سيترشح للرئاسة أم لا، نافيًا أي ممارسة ضغوط عليه!
إعلان فوز أردوغان قبيل إجراء الانتخابات!
وقبل أربعة أيام من الانتخابات أقدمت قناة (تي في نت) الموالية للسلطة على خطوة صادمة إذ نشرت على شاشتها قائمة أعدتها وكالة الأناضول تحوي نسب أصوات المرشحين للرئاسة، تشير إلى حصول أردوغان على 52.73%، و26.568.993 صوتًا. وليس هناك فرق يذكر بين هذه الأرقام والأرقام الحقيقية التي ظهرت بعد إجراء الانتخابات وهي: 52.59%، و26.325.188 صوتًا!
وكالة الأناضول تنشر نتائج الانتخابات قبل إجراءها!
الننائج الحقيقية بعد الانتخابات
وفي أعقاب انتشار هذه الأنباء وجهت مرشحة حزب “الخير” للرئاسة “ميرال أكشينار” سؤالا لأردوغان عبر تويتر مفاده: “هل أمر صهرك وزير الطاقة برات ألبايراق وكالة الأناضول الرسمية بإعلان فوزك بالرئاسة منذ الساعة التاسعة والنصف من ليلة الانتخابات أم لا؟!”
بالإضافة إلى هذه التهديدات والتوقعات فإن تركيا شهدت قبل الانتخابات وأثناءها شجارات بين مؤيدي الحزب الحاكم والمعارضين انتهت بمقتل نحو عشرة أشخاص، أغلبهم منتمون إلى حزب الشعوب الديمقراطي الكردي.
في ظل هذه الأجواء المتوترة توجه المواطنون إلى صناديق الاقتراع ليختاروا الرئيس الجديد للبلاد والحزب الذي سيشكل الحكومة الجديدة وسط خروقات انتخابية وأعمال غير قانونية لا تعد ولا تحصى أقدمت عليها السلطة الحاكمة أثناء عملية التصويت وفرز الأصوات.
ونظرًا لشبهة حدوث التزوير والتلاعب بنتائج الانتخابات في الاستفتاء الدستوري الذي أجري في أبريل/ نيسان 2017، طالب محرم إينجه 50 ألف محامٍ بأن يكونوا في حالة تأهب قصوى لمدة 36 ساعة اعتباراً من بدء مارثون الانتخابات وأنه سيذهب إلى مقر لجنة الانتخابات العليا ولن يسمح بسرقة إرادة وأصوات الناخبين من قبل السلطة؛ في حين أكدت أكشينار الملقبة بـ”المرأة الحديدية” أنها كذلك ستجلس أمام مقر اللجنة لمنع أي تلاعب في النتائج و”لن يستطيع أحد أن يقلعها من مكانها ولو بالشفرة”، على حد تعبيرها.
قبيل انتهاء عملية التصويت، قال القيادي في حزب الشعب الجمهوري “باريش ياركاداش” عبر حسابه على تويتر: “لقد وصلتُ إلى العاصمة أنقرة للحفاظ على أصواتنا لكن الحكومة أغلقت كل الطرق المؤدية إلى مقر لجنة الانتخابات العليا بالشاحنات!”.
الأناضول روجت منذ اللحظات الأولى لفوز أردوغان
وبالتزامن مع انتهاء عملية التصويت في الساعة الخامسة من مساء الأحد وورود النتائج الأولية للانتخابات، بدأت وكالة أنباء الأناضول الرسمية تقدم النتائج منذ 18:45 من مساء الأحد -بالتوقيت المحلي- بأرقام عالية لصالح أردوغان بلغت نسبتها 59%، فيما زعمت أن مرشح حزب الشعب الجمهوري محرم إينجه بلغت نسبة أصواته 26% بعد فتح 23% من صناديق الاقتراع. غير أن معطيات منصة الانتخابات العادلة والمعارضة كانت تختلف عن معطيات الوكالة الرسمية كثيرًا، حيث كانت نتائجهما تشير إلى حصول أردوغان على 48% ومحرم إينجه على 30.90% في تلك اللحظة.
وفي الساعة 18:19 غرّد محرم إينجه عبر تويتر قائلاً: “وكالة الأناضول تتلاعب بالنتائج وتعلن نتائج المناطق التي يحصل أردوغان فيها على نسبة كبيرة من الأصوات عادة.. لذا أرجو من زملائي عدم الانصراف من اللجان الانتخابية وألا يصابوا بالإحباط فهذا ما يريده أردوغان لكي يتلاعب بالنتائج بسهولة”.
وفي السياق نفسه قال القيادي البارز في حزب الشعب الجمهوري آيكوت أردوغدو: “وكالة الأناضول تتلاعب بالنتائج كعادتها فلا تصدقوا معطياتها .. والزموا صناديق الاقتراع واللجان الانتخابية”.
وزعمت منصة الانتخابات العادلة في 18:28 عبر حسابها على تويتر أن النتائج التي تنشرها وكالة الأناضول ليست صحيحة، مطالبة الأحزاب بعدم الانخداع بأرقام الوكالة والانصراف من اللجان الانتخابية وترك الميدان للسلطة الحاكمة. ثم صرح أحد المتطوعين في المنصة أن نظام تحميل المعطيات تعرض لخلل فني وعانى مشكلة في استقبال وتحميل معطيات كل من حزبي “الشعوب الديمقراطي” الكردي و”الخير”. كما أن المتابعين لم يتمكن من الدخول إلى موقع المنصة لمدة من الزمن.
وفي الساعة 19:45 نشرت المنصة النتائج الأخيرة التي توفرت لديها والتي كانت تشير إلى أن أردوغان حصد 43.51% من الأصوات ومحرم إينجه 33.92% بعد فتح 11.7 من الصناديق.
واتهمت مرال أكشينار في الساعة 20:08 عبر تويتر وكالة الأناضول بالتلاعب وتقديم نتائج مغلوطة، وأعلن أنهم سينتظرون في اللجان الانتخابية حتى يتم توقيع كل المحاضر والسجلات الخاصة بصناديق الاقتراع.
ولما بلغت الساعة 20:30 خفضت الوكالة الرسمية نسبة أصوات أردوغان إلى 55% ورفعت نسبة أصوات أقرب منافس له محرم إينجه إلى 29:45%، ليقوم بعد ذلك زعيم حزب الحركة القومية “دولت بهتشالي” بتهنئة حليفه أردوغان على انتصاره في الانتخابات.
واعتباراً من 21:15 بدأت معطيات المنصة تقترب من معطيات الوكالة الرسمية ولم تنزل نسبة أردوغان من الأصوات بعد هذه الساعة تحت 50%، فيما كانت نسبة محرم إينجه 30%. وجدد الأخير في الساعة ذاتها مطالبته المراقبين بعدم الانصراف من صناديق الاقتراع. ومن ثم أعلنت رئيسة شعبة حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول “جانان قفطانجي أوغلو” عبر تويتر بلغة حاسمة أن الحسم في الانتخابات الرئاسية تأجل إلى الجولة الثانية.
وعلى الرغم من فتح نحو 55% من الصناديق وعدم صدور أي تصريحات رسمية في النتائج، لكن بدأ أنصار أردوغان منذ الساعة 21:50 يخرجون إلى الشوارع للاحتفال بفوز زعيمهم، ويطلقون النيران في الهواء بمسدسات وأسلحة غير مصرح بها، وارتدى بعضهم دروعًا مضادة للرصاصات، المشاهد التي أعادت للأذهان المليشيات شبه المسلحة التي قتلت عديدًا من المواطنين المدنيين والعسكريين ليلة الانقلاب الفاشل في 2016.
وأعلنت منصة الانتخابات العادلة في 22:13 في آخر تغريدة لها أن نتائج المدن الكبيرة لم تتبين بعدُ، وأن الانتخابات الرئاسية تأجل الحسم فيها إلى الجولة الثانية، مطالبةً المواطنين بعدم تصديق النتائج التي تقدمها القنوات التلفزيونية التي تحصل عليها من الوكالة الرسمية.
بعد ذلك خرج نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري والمتحدث باسم الحزب “بولنت تزجان” في الساعة 22:30 معلنًا خلال مؤتمر صحفي تأجيل الانتخابات الرئاسية إلى الجولة الثانية ومحذرًا الحزب الحاكم من خداع الشعب بإعلان انتصاره قبل الانتهاء من فرز وعد الأصوات.
أحداث متسارعة ومواقف متغيرة
على الرغم من تحذيرات المعارضة، إلا أن أردوغان خرج أمام جمهوره في 22:33 وألقى خطابًا في قصر “هوبر” بطرابيا في إسطنبول أعلن فيه فوزه بالانتخابات قائلاً: “شعبنا ألقى على كاهلنا مهمة ثقيلة إذ أسند إلينا كلاً من الرئاسة والسلطة التنفيذية من خلال منح الأغلبية البرلمانية لتحالف الجمهور بين العدالة والتنمية والحركة القومية”. في حين أن محرم إينجه قال عبر تويتر في الساعة 23:24 إنه سيدلي بتصريحاته بعد إعلان لجنة الانتخابات العليا النتائج الأولية الرسمية للانتخابات، الأمر الذي حمل مؤيديه على التوجه إلى مقر حزب الشعب الجمهوري في أنقرة والانتظار أمامه مطلقين هتافات: “سنقاوم وسنفوز بالانتخابات!”.
ومع أنه كان من المتوقع أن يتوجه أردوغان إلى مقر حزبه في أنقرة ليلقي خطاب انتصار كما تعود عليه، إلا أنه أعلن في الساعة 00:25 إلغاء ذلك دون التطرق إلى أسبابه.
وفي تمام الساعة 00:47 من منتصف الليل قال الصحفي من قناة “فوكس تي في” “إسماعيل كوتشوك كايا” أنه تحدث مع محرم إينجه عبر تطبيق واتس آب ونقل منه قوله: “لقد فاز الرجل بالانتخابات!”.
وبعد 13 دقيقة من ذلك طالب نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري “بولنت تزجان” بتجنب الانجرار وراء خطوات وتحركات استفزازية وتحريضية أو الإقدام عليها، وأكد أنهم سيواصلون نضالهم عبر الطرق الديمقراطية، وتمنى أن تنتهي العملية الانتخابية دون أن تتسبب في حدوث أي حادثة أليمة!
ومن المثير جداً أن كلاً من أردوغان وإينجه نشرا في الساعة والدقيقة ذاتها (00:19) تغريدة مخالفة لما صرحاه في وقت مبكر من الليل؛ إذ أعلن أردوغان أنه في طريقه للوصول إلى أنقرة ليلقي خطابه حول الانتخابات، بعد أن أعلن إلغاء ذلك، ومن ثم فسّر هذا التغيير في برنامجه بأنه رافق طفلاً إلى المستشفى بعد أن تعرض لحادث مروري، وبعد ذلك قرر العودة إلى برنامجه الأصلي!
في حين أن إينجه رغم أنه أعلن من قبلُ أنه سيعقد مؤتمرا صحفيا لتقييم الانتخابات بعد إعلان النتائج الرسمية المؤقتة من قبل لجنة الانتخابات العليا إلا أنه أكد في تغريدته أنه سيعقد هذا المؤتمر غدًا في 12:00 من ظهر يوم الاثنين في مقر حزبه! وهو الأمر الذي دفع أنصار حزب الشعب الجمهوري المنتظرين في مقر الحزب إلى الاحتجاج مطلقين هتافات: “أين إدارة الحزب وأين التصريحات؟!”.
وهناك أمر مثير للدهشة أيضًا وهو أن وكالة الأناضول أعلنت قبل 5 دقائق من تغريدة إينجه أنه – أي إينجه – سيعقد مؤتمر صحفيًّا غدًا (الاثنين) في 12:00 لتقييم الانتخابات!
وأخيرًا ظهر رئيس لجنة الانتخابات العليا “سعدي جوفين” على الشاشات التلفزيونية في 02:10 وأعلن الانتهاء من فتح 97.7% من صناديق الاقتراع وإدخال المعطيات إلى نظام اللجنة، وأن بقية الصناديق المغلقة لن تؤثر على النتيجة، وأكد أن أردوغان حصل على الأغلبية المطلقة من الأصوات الصحيحة، دون التعرض لنسب الأصوات التي حصدها المرشحون. وبعد 20 دقيقة من تصريحات اللجنة أعلن الشعب الجمهوري أن 98% من الأصوات تم فرزها وأن النتائج التي يحوزونها تتطابق مع نتائج اللجنة!
وحوالي الساعة الثالثة من صباح الاثنين سأل أحد رواد مواقع تويتر يحمل اسم@orktas رئيس بلدية “أدرنة” غرب تركيا “رجب جوركان” عبر تويتر “أين محرم إينجه؟ لا نستطيع الوصول إليه!”، ليرد عليه رئيس البلدية قائلاً: “نحن كذلك لا نستطيع الحصول على معلومات عنه!”.
بعد حوالي 30 ساعة من الغياب، خرج محرم إينجه ظهر يوم الاثنين وعقد مؤتمرًا صحفيًّا أقر خلاله نتائج الانتخابات قائلاً: “لا أرى فرقًا واضحًا بين النتائج الرسمية وتلك النتائج التي وصلتني. هل سرقوا الأصوات؟ من المؤكد أنهم سرقوا. لكن هل سرقوا 10 ملايين صوت؟ لا! لذا أقبل نتائج الانتخابات!”.
هل هذه الأحداث التي شهدتها ليلة الانتخابات في تركيا أمور عادية -كما تدعي السلطة الحاكمة- بالنسبة لكم أيضًا؟!
مرحبًا بكم إلى تركيا الجديدة!
بعد كل هذه الأحداث غير العادية تمخضت الانتخابات التركية عن حصول أردوغان على 52.59%، وحزب العدالة والتنمية على 42.5% و295 مقعدا في البرلمان، وإينجه على 30.64%، وحزب الشعب الجمهوري على 22.64%، وحزب الحركة القومية على 11.1% و48 مقعدا، وصلاح الدين دميرتاش على 8.40%، وحزب الشعوب الديمقراطي على 11.7% و67 مقعدا، ومرال أكشينار على 7.29%، وحزب الخير على 9.96% من الأصوات، الأمر الذي جعله يبقى تحت حاجز العتبة الانتخابية اللازمة للتمثيل البرلماني وفق آخر النتائج الرسمية المؤقتة.
ومن اللافت أن محرم إينجه حصد 15.3 مليون صوت في عموم تركيا، لكن إذا أخذنا في نظر الاعتبار مشاركة 5 ملايين في اللقاء الجمهوري الذي عقده إينجه في إسطنبول قبل الانتخابات، و3 ملايين في لقاء إزمير، ومليوني في لقاء أنقرة، فإنه من السهولة بمكان أن نتوصل إلى أن إينجه كان يمكنه أن يحصد 15 مليون في هذه المدن الثلاث الكبيرة فقط. حسنًا ألم يحصل إينجه على أصوات من بقية المدن التركية؟!
ومن الغريب أيضًا أن حزب الحركة القومية مع أن كل المعطيات كانت تشير إلى بقاءه تحت حاجز العتبة الانتخابية اللازمة للتمثيل البرلماني، وأن زعيمه دولت بهتشالي لم يعقد أي مؤتمرات ولقاءات جماهيرية قبل الانتخابات، لكنه حصد 11.1% من الأصوات وضمن لنفسه 48 مقعدا في البرلمان. والأغرب من ذلك أنه حصل على 2.5 مليون صوت في شرق تركيا ذات الأغلبية الكردية، على الرغم من أنه يتبنى فكرة قومية عنصرية مناهضة للأكراد!
لا يمكن حصر غرائب وعجائب الانتخابات التركية في تقرير واحد، لذا أريد أن أختم مذكرًا إياكم -قرائي الأعزاء- بأن الكاتب الصحفي المخضرم “آدم يافوز أرسلان” كان من بين الذين أعادوا للأذهان أهمية وكالة “جيهان” للأنباء الخاصة التي سيطر عليها أردوغان قبل محاولة الانقلاب وأغلقها بعدها، حيث أشار إلى أن كل تركيا تلقت نتائج الانتخابات عبر وكالة الأناضول الرسمية ولجنة الانتخابات العليا الخاضعة للحزب الحاكم ككل المؤسسات والأجهزة الأخرى. ومن ثم لفت إلى نقطة مهمة جداً قائلاً: “من المعلوم أن الوكالة الرسمية ليس لها مراسلون وممثلون في كل ولايات وبلدات تركيا. لذلك فإنها تنشر النتائج التي تأتي إلى نظام لجنة الانتخابات التابعة لحزب العدالة والتنمية الحاكم!”.
بمعنى أن تركيا تلقت نتائج الانتخابات من حزب العدالة والتنمية الحاكم فقط!
مرحبًا بكم إلى تركيا الجديدة!!