برلين (زمان التركية) قال الكاتب الصحفي التركي أيدن أنجين في تعليقه على نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية في تركيا، التي جرت أمس وحافظ من خلالها حزب العدالة والتنمية على وجوده في السلطة، إن انتصار الرئيس رجب طيب أردوغان سينقل “الإسلام السياسي” إلى أبعاد جديدة.
ولخَّص أيدن أنجين المشهد السياسي التركي ، قائلًا: “انتهت أخطر انتخابات في تاريخ الجمهورية التركية. فتحت الصناديق، وظهرت النتيجة بكل وضوح: فاز الإسلام السياسي وخسرت الديمقراطية”، وأضاف “تلك النتيجة غير المرضية للبعض، سمحت لحزب العدالة والتنمية من خلال تحالفه مع حزب الحركة القومية تحقيق الأغلبية المطلقة في البرلمان، وانتخاب أردوغان رئيسًا”.
ورأى أن: تمكن حزب الشعوب الديمقراطية من تخطي الحد الأدنى للتمثيل البرلماني، بأعجوبة وبفارق بسيط، و”هو ما يمكن أن نقول إنه الفوز الوحيد للديمقراطية”.
أمَّا المرشح الرئاسي محرم إينجه فقا عنه “قاد أشرس حملة في السباق الانتخابي في وجه أردوغان، بالرغم من المنع تارة والحظر تارة لمؤتمرات المعارضة التي لم تستفد بأي دعم من وسائل الإعلام الحكومية مثل حزب العدالة والتنمية”.
وأشار أنجين إلى أن البعض يشبه حزب العدالة والتنمية في تركيا بجماعة الإخوان المسلمين في مصر أو حزب الله في لبنان أو نظام الملالي في إيران، على حد تعبيره.
وعن تجذُّر الإسلام السياسي في تركيا، قال أنجين: “كان الإسلام السياسي في تركيا يعاني من ظمأ للسلطة من العهد الذي ولَّت فيه الإمبراطورية العثمانية وجهها إلى الغرب وأدارت ظهرها للعرب وحتى اليوم. ومع إعلان الجمهورية، جاءت العلمانية لتزيد ذلك الظمأ، بعد أن فرضت نفسها على فكر وتوجه الدولة. إلا أن ذلك لم يمنع تكوين الجماعات والطرق الدينية، والتي زادت قوتها في تسعينيات القرن الماضي. وفي عام 2002 تمكنت من الصعود على رأس السلطة وحدها من خلال فوزها بالانتخابات…
على مدار 16 عامًا في السلطة كان “الإسلام السياسي” متمثلًا في حزب العدالة والتنمية يتجه خطوة تلو الأخرى نحو تحضيرات النظام الجديد. ومع نهاية انتخابات 24 يونيو/ حزيران 2018 رسخت تلك الخطوات بالفوز”.
وأكد أن الإسلام السياسي في تركيا رسَّخ جذوره في البلاد من خلال “نظام رئاسي” لا مثيل له في أي مكان في العالم، بعيدًا تمامًا عن الفصل بين السلطات، وتسليم السلطة القضائية كاملة في يد الرئيس، ليصبح العالم أمام تركيا تديرها الديكتاتورية.
ولفت الكاتب التركي، إلى أن نتائج الانتخابات سيكون لها بُعد آخر سيظهر من خلال علاقات تركيا بالاتحاد الأوروبي، فأردوغان وحزب العدالة والتنمية ليس لديهم أي اعتراض على معايير تقارب منطقة اليورو التي تعرف بأنها الدستور الاقتصادي للاتحاد الأوروبي، ولكن المعايير السياسية للاتحاد الأوروبي (كوبنهاجن) تمثل لهم كابوسًا مفزعًا.