(زمان التركية) – اعتبر مقال نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالانتخابات في تركيا قد يكون الخيار الأكثر إيجابية بالنسبة لإسرائيل.
وأشار المقال الذي كتبه “ديفيد ليرنر” إلى عدم ميل أنقرة التي قامت بترحيل السفير الإسرائيلي لديها عقب أحداث العنف التي شهدها قطاع غزة لإلغاء الاتفاقيات التجارية الثنائية.
وكان أردوغان قد اتهم إسرائيل بارتكاب جريمة إبادة بحق الشعب الفلسطيني على خلفية مقتل العشرات نتيجة لاعتداء الجيش الإسرائيلي على المحتجين الفلسطينيين. فيما استنكرت المعارضة التركية رفض المقترح الذي تقدم به حزب الشعوب الديمقراطي الكردي إلى البرلمان لإلغاء جميع الاتفاقيات المبرمة بين تركيا وإسرائيل بأصوات نواب من حزبي العدالة والتنمية الحاكم والحركة القومية.
وأضاف المقال أن المعارضة في تركيا اتهمت الحكومة بالامتناع عن المساس بالعلاقات الاقتصادية مع إسرائيل مشيرا إلى عدم حديث حزب أردوغان عن إلغاء الاتفاقيات مع إسرائيل خلال برنامجه الانتخابي على عكس حزب الشعب الجمهوري المعارض.
وأرجع المقال سبب هذا الأمر إلى كون حزب أردوغان هو الموقع على هذه الاتفاقيات مفيدا أن الحزب رغم رفعه شعارات مثل “القدس خطنا الأحمر” و”فلسطين ليست وحيدة” غير أنه يمتنع في الوقت نفسه عن الحديث عن مقتضيات هذه الشعارات.
تطرق المقال أيضا إلى أقوى المنافسين لأردوغان وهو مرشح حزب الشعب الجمهوري للرئاسة محرم إينجه، حيث ذكر المقال أن إينجه أعلن مطالبتهم أردوغان بقطع التبادل التجاري مع إسرائيل ومقاطعة منتجاتها وإعادة التعويضات التي دفعها إسرائيل لضحايا سفينة مافي مرمرة بمبلغ 20 مليون دولار غير أن أردوغان لم يستطع فعل هذا.
جدير بالذكر أن إينجه وصف المؤتمر الجماهيري الذي عقده أردوغان في منطقة “يني كابي” بمدينة إسطنبول لدعم الشعب الفلسطيني عقب مذبحة قطاع غزة بالدعاية السياسية الفارغة، كما انتقد المرشح الرئاسي عن حزب الشعب مواصلة السلطات التركية تجارة النفط والحبوب مع إسرائيل متهما أردوغان بإبرام اتفاقات سرية مع حكومة بنيامين نتنياهو.
وذكّرت الصحيفة باتخاذ حزب الشعوب الديمقراطي الكردي أيضا موقفا عنيفا تجاه إسرائيل بجانب حزب الشعب الجمهوري مشيرة إلى اتهام الحزب إسرائيل بالتطهير العرقي أثناء حملته الانتخابية وزعمه بأن أبناء أردوغان حققوا مصالح شخصية من خلال العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل بواسطة شركات النقل البحري التي يمتلكونها.
وكان المتحدث باسم حزب الشعوب الديمقراطي قال إنهم الحزب الوحيد الذي عارض بصدق اتفاقية سفينة مافي مرمرة منذ البداية واصفا خطاب أردوغان المعادي لإسرائيل بأنه مجرد مسرحية.
الخطوط الجوية التركية وطيران بيجاسوس قد يكونان أول الضحايا
أصبحت اللقطات التي تظهر إجبار السفير الإسرائيلي لدى أنقرة على الخضوع للتفتيش الأمني بمطار أتاتورك الدولي أثناء ترحيله أمام عدسات الإعلام نقطة تحول جديدة في العلاقات بين البلدين، حيث رأى بعض الخبراء أن تأثير التوترات الدبلوماسية على العلاقات الاقتصادية يستغرق وقتا مفيدين أنه على الرغم من عدم إلغاء الشركات الاتفاقيات الجارية فإنها لن تدعم شراكات جديدة.
من جانبه أوضح كاتب صحيفة هارتس ديفيد ليرنر أن الخطوط الجوية التركية وطيران بيجاسوس قد يكونان أول الضحايا في حال الإضرار بالعلاقات الثنائية مرة أخرى زاعما تحقيق الشركتين أرباحًا ضخمة من وراء رحلات تل أبيب – إسطنبول.
وفي حديثه مع صحيفة هآرتس ذكر رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة 29 مايو في إسطنبول مايكالينجيلو جويدا أن علاقات إسرائيل الاقتصادية والعسكرية الناجحة والممتدة لعشرات السنين مع تركيا تستمد قوتها من الجيش والبيروقراطية الكمالية وليس من السياسيين في تركيا والصداقة الشعبية.
وأكد جويدا أن هذه البنية ستنهار بالكامل بفعل رغبة أردوغان بالعودة إلى النظام الرئاسي.
وفي ختام المقال ذكرت الصحيفة أن إعلان أردوغان أنه رجل المدينة المؤيد لإسرائيل مثلما تزعم المعارضة التركية قد يبدو متناقضا، نظرا لكون أردوغان في الوقت نفسه هو السياسي الذي أنهى المرحلة التي كانت فيها العلاقات التركية الإسرائيلية أقوى.
وأضافت الصحيفة أن إسكات أردوغان لمدير الحوار أثناء منتدى دافوس في الاقتصادي عام 2010 بعبارة “دقيقة من فضلك” ومن ثم قوله إن إسرائيل لا تجيد إلا القتل في إشارة إلى حملة الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز على قطاع غزة، حولت اللقاء إلى شبه ملحمة انعكست على الشارع التركي، وافادت هآرتس أن تعامل أردوغان بلين مع إسرائيل قبيل الانتخابات يمكن تفسيره بمساعي حصد الأصوات بتغيير دبلوماسي غربي والتعامل بصورة “أكثر ملكية من الملك” غير أن الخبراء المتابعين للحملات الانتخابية لا يمكنهم سوى أن يقولوا إن أردوغان هو الخيار الأفضل لإسرائيل.