القاهرة (زمان التركية)ــ اختتم الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، مشاركته في الملتقى رفيع المستوى الذي عقد في نيويورك يومي الثلاثاء والأربعاء بين سكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيرس ورؤساء نحو 20 منظمة اقليمية ودون اقليمية، وهدف إلي المناقشة والبحث في سبل تطوير علاقات التعاون بين الأمم المتحدة وتلك المنظمات، وخاصة في مجالات العمل الدبلوماسي الوقائي، والتحرك السياسي المبكر، ومنع وإدارة وتسوية النزاعات.
وصرح الوزير المفوض محمود عفيفي، الناطق الرسمي باسم الأمين العام، بأن أبو الغيط عرض خلال الملتقى تجارب الجامعة العربية فى التعامل مع الأزمات التي تمر بها المنطقة العربية، وحرصها على تعزيز قنوات وآليات التنسيق مع الأمم المتحدة بغية تسويتها، وخاصة عبر التبادل المنتظم للمعلومات بين الجامعة وسكرتارية الأمم المتحدة، والتواصل المستمر مع مبعوثي وممثلي السكرتير العام المعنيين بالأزمات في سوريا وليبيا واليمن والصومال وعملية السلام في الشرق الأوسط، والنظر في القيام بجهود وساطة ومهام ميدانية مشتركة، والعمل بشكل تكاملي مع المنظمة الدولية وأجهزتها ووكالاتها المتخصصة وفق الأطر متعددة الأطراف، دعماً لكل ما من شأنه أن يساهم في تحقيق الأمن وتثبيت الإستقرار في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط.
وأوضح الناطق الرسمي أن أبو الغيط كان قد دُعي إلي إلقاء كلمة رئيسية أمام إحدى جلسات الملتقى التي تناولت مسألة الإنذار المبكر من نشوب الأزمات وكيفية تأمين الإستجابة الإقليمية والدولية المناسبة لها قبل إندلاعها واستفحالها، حيث شدد على أهمية وجود انسجام متكامل في المواقف وتوافق عريض في الرؤى بين الأمم المتحدة والمنظمة الإقليمية المختصة عند القيام بأي تحرك دولي أو إقليمي لمعالجة الأزمات الواقعة في النطاق الجغرافي لها؛ كما أوضح أبو الغيط أنه يتوجب على المجتمع الدولي، وعلى الأخص مجلس الأمن، تنسيق كافة تحركاته مع المنظمة أو المنظمات الإقليمية المختصة طوال فترة معالجة تلك الأزمات والنزاعات، مشيراً على وجه التحديد إلي التعاون المتقدم الذي يجمع بين الجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحادين الأفريقي والأوروبي في إطار المجموعة الرباعية حول ليبيا، والتي توفر آلية مشتركة لتنسيق العمل التكاملي والمتناسق بين المنظمات الأربعة لمرافقة الأشقاء الليبيين، ومساعدتهم على استكمال المسار السياسي في البلاد، وتمهيد الأجواء السياسية والدستورية والأمنية المطلوبة لإجراء الإنتخابات الرئاسية والتشريعية المنتظرة.
وأضاف الوزير المفوض أن مشاركة أبو الغيط في الملتقى أتاحت أيضاً الفرصة لتبادل الخبرات والدروس المستفادة مع المنظمات الاقليمية ودون الاقليمية الأخرى التي شاركت في الملتقى حول تجاربها في مجال العمل الوقائي وإدارة الأزمات وتسوية النزاعات، وخاصة مع تلك المنظمات متشابهة الفكر مع الجامعة والتي تتفق على أهمية إضطلاع المجتمع الدولي ممثلاً في مجلس الأمن بمسئولياته كاملةً لحفظ السلم والأمن الدولي دون تمييز أو إنتقائية، واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية، والامتناع عن معالجة أية أزمات ناشئة أو قائمة بشكل يتجاوز المنظمة الاقليمية المختصة أو لا يتفق مع رؤيتها السياسية.
يذكر أن جامعة الدول العربية تعقد اليوم الخميس اجتماعًا طارئا لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، بناءً على طلب من الجمهورية اليمنية، وذلك لمناقشة التطورات الأخيرة للأوضاع في اليمن.