تقرير: يوكسل جلبنار
أنقرة (زمان التركية) استطاع المرشح الرئاسي من حزب الشعب الجمهوري التركي محرم إينجه حشد الجماهير في مؤتمراته الشعبية في كافة أنحاء تركيا.
وخلال إقامته أكثر من 70 مؤتمرًا شعبيًا في عدة مدن تركية ظهر عبر شاشات التلفاز جماهير حاشدة تحضر لاستماع إلى إينجه مما يوحي ببادرة أمل غير مسبوقة للمعارضة التركية للخلاص من نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
هذا ومن اللافت أن محرم إينجه استطاع حشد آلاف الجماهير في الأحياء التي أيدت حزب أردوغان بنسبة كبيرة في الانتخابات الماضية.
وقد احتشد ما يقرب من مائة ألف شخص في حي أسنيورت بمدينة إسطنبول الذي حصد حزب الرئيس أردوغان 53 بالمائة من أصوات ناخبيه.
كما حشد إينجه في حي باغجلار بمدينة إسطنبول ما يقرب من 50 ألف في مؤتمر جماهيري، الحي الذي تمكن حزب العدالة والتنمية حصد في هذا الحي 68 بالمئة من أصوات ناخبيه.
ويقول إينجه إن أصواته قريبة من أصوات الرئيس أردوغان ويؤكد أنه سيفوز الانتخابات الرئاسية في الجولة الثانية.
كما أن تصريحات اينجه لناخبيه التي ترتكز على الحالة الاقتصادية السيئة في تركيا ووعود بفتح المصانع والحد من البطالة وتحسين الأوضاع تجذب الانتباه لدى الجماهير.
وقال إينجه في احدى خطاباته إنه إذا استمر الرئيس أردوغان في الحكم تنتظر تركيا أزمة اقتصادية لا مثيل لها، مؤكدًا أن الدولار سيصل 8 إلى 10 ليرة تركية.
من جانبه لا يبدي إينجه أو مرشحي المعارضة التركية بشكل عام اهتماما بالتصريحات العدائية للرئيس أردوغان ضد المعارضة، ولا يعلقون عليها كثيرًا.
كما تركز المعارضة على تأسيس السلام وتوحيد صفوف الشعب التركي عكس تصريحات الرئيس أردوغان الذي يتوعد المعارضة بالعقاب وتلميح بإقرار عقوبة الإعدام للمعتقلين السياسيين، في مقدمتهم الزعيم الكردي المسجون المرشح للرئاسة صلاح الدين دميرتاش.
وتعكس خطابات أردوغان الانتخابية إرهاقه من ضغط العمل طوال السنوات الماضية لكنه لازال يكابر ويصر على البقاء في السلطة، إذ أدلي مؤخرا تصريحات تتضمن تناقضات، ففي أحد خطاباته زعم تأسيس حزب العدالة والتنمية لجامعة إسبرطة غير أن جامعة اسبرطة قائمة منذ عام 1992 أي قبل وصوله إلى السلطة.
وتضم مدينة أضيامان مطارًا منذ عام 1992، لكن أردوغان صرح أن المطار أنشئ في ظل حكم العدالة والتنمية.
وفي خطاب آخر له ذكر أردوغان أن حزبه أقام مطار عدنان مندريس في إزمير، لكن المطار المشار إليه أنشئ في عام 1987 أي قبل 15 عامًا من تولي حزب العدالة والتنمية حكم تركيا.
في أحد خطاباته أفاد أردوغان أن الثلاجة باتت داخل كل منزل في تركيا في عهده غير أنه في الواقع هذا الجهاز موجود داخل المنازل التركية منذ عشرات السنين.
وأول أمس صرح أردوغان أنه كان يدرس بالمرحلة الابتدائية داخل صف يضم 75 طالبًا في عهد الحزب الواحد، لكن هذا الادعاء غير صحيح أيضًا نظرا لأنه ولد بعد 4 أعوام من انتهاء حكم الحزب الواحد، كما أن أحد زملائه في المدرسة أعلن عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن الصف الذي درسوا به يضم 35-40 طالبا وليس 75 طالبًا.
كل هذه التصريحات التي تظهر الرئيس أردوغان منفصلاً عن الواقع الذي يعيشه الأتراك، والحالة الاقتصادية السيئة للبلاد تمنح المعارضة الأمل في كسب أصوات الناخبين والخلاص من نظام أردوغان في الانتخابات التشريعية والرئاسية التي من المقرر إجراؤها في الرابع والعشرين من الشهر الجاري.