القاهرة (زمان التركية)ــ أعد موقع صحيفة (البوابة نيوز) المصرية، تقريرًا حول “مدفع رمضان” الذي تشتهر به مصر، ومتى وكيف جائت فكرة استخدامه في شهر رمضان المبارك في زمن الدولة العثمانية، إلى أن تحول المدفع إلى أيقونة رمضانية مرتبطة بالإفطار والسحور.
“مدفع الإفطار اضرب”.. جملة صغيرة ننتظرها بشغف كل يوم وعلى مدار 30 يومًا، فهي الانطلاقة لتناول المياه بعد ظمأ امتد يومًا كاملاً، وكأنها رخصة الاندفاع نحو ما لذ وطاب وما تم الامتناع عنه طيلة اليوم، وانهاء الصيام بالافطار، ولكن ماهو تاريخ بدء استخدام المدفع الذي تم استخدامه بمحض الصدفة.
تتعدد الحكايات والقصص حول بداية استخدام المدفع في هذا الشأن وإن كانت كل القصص تتفق على أن القاهرة كانت أول مدينة ينطلق فيها مدفع رمضان، فعند غروب أول يوم من رمضان عام 865 هـ أراد السلطان المملوكي “خشقدم” أن يجرب مدفعًا جديدًا وصل إليه، وقد صادف إطلاق المدفع وقت المغرب بالضبط، ظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت الأهالي إلى مقر الحكم تشكر السلطان على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بالإفطار ثم أضاف بعد ذلك مدفعي السحور والإمساك.
ومن الروايات الأخرى أن محمد علي باشا والي مصر ومؤسس حكم الأسرة العلوية في مصر من عام 1805 كان يجرب مدفعًا جديدًا من المدافع التي استوردها من ألمانيا في إطار خطته لتحديث الجيش المصري، فانطلقت أول طلقة وقت أذان المغرب في شهر رمضان، فارتبط صوته في أذهان الناس بإفطار وسحور رمضان، وكان مكانه في قلعة “صلاح الدين الأيوبي”.
وفي عهد الخديو إسماعيل تم التفكير في وضع المدفع في مكان مرتفع حتى يصل صوته لأكبر مساحة من القاهرة واستقر في جبل المقطم حيث كان يحتفل قبل بداية شهر رمضان بخروجه من القلعة محمولاً على عربة ذات عجلات ضخمة، ويعود بعد نهاية شهر رمضان والعيد إلى مخازن القلعة ثانية.
وبدأت الفكرة تنتشر في بلاد الشام القدس ودمشق وباقي انحاء الشام ثم إلى بغداد في أواخر القرن التاسع عشر، وبعدها انتقل هذا التقليد إلى مدينة الكويت وذلك عام 1907، ثم انتقل إلى كافة أقطار الخليج قبل ظهور النفط عندهم، وكذلك اليمن والسودان ودول غرب أفريقيا مثل تشاد والنيجر ودول شرق آسيا حيث بدأ مدفع الإفطار عمله في إندونيسيا عام 1944.