(زمان التركية)ــ رصد موقع (إرم نيوز) العراقي للأخبار في تقرير “انتقادات لاذعة” في السعودية على المستوى غير الرسمي، موجهة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الجمعة، بعد أن اعتبر الكثير من أبناء المملكة أحدث تصريحات أردوغان السياسية عن مكة المكرمة مسيئة لبلدهم، وإدارتها للحرم المكي، والحفاظ على أمنه.
وجاء في التقرير: تحولت مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية لساحة افتراضية كبيرة جمعت الكثير من أبناء المملكة، وبينهم نخب معروفة، تضم كُتّابًا وإعلاميين، للتعبير عن انتقادهم لتصريحات الرئيس التركي التي أطلقها في إسطنبول.
وكان الرئيس التركي قال أمام حشد ضم آلاف المشاركين في مسيرة تضامنية مع قطاع غزة ومدينة القدس:”القدس ليست مجرد مدينة، بل هي رمز، وامتحان، وقِبلة، فإذا لم نستطع حماية قبلتنا الأولى، لا يمكننا النظر بثقة إلى مستقبل قبلتنا الأخيرة #مكة”.
وفور نشر نص حديث أردوغان في وكالة أنباء (الأناضول) الرسمية باللغة العربية، بدأت الانتقادات تنهال عليه من داخل السعودية بعد أن تم تفسير حديث الرئيس التركي على أنه مُسيء للسعودية.
وعلى موقع “تويتر” واسع الانتشار بين السعوديين، تصدّر الوسم “#أردوغان_يُسيء_للسعودية” مع انضمام كثير من المغردين إليه، سواء من داخل السعودية، أو من دول خليجية وعربية أخرى، انتقد مغردوها التصريحات التركية.
وقال الكاتب والإعلامي السعودي البارز، سلمان الدوسري، في تعليقه على تصريحات أردوغان:”ما أسهل الشعارات.. وما أصعب خدمة الحرمين الشريفين.. للمقدسات رجالها #أردوغان_يُسيء_للسعودية”.
وشارك الأمير السعودي الشاب، سطام بن خالد آل سعود، في انتقاد تصريحات أردوغان قائلًا: “الرئيس أردوغان يُظهر مخاوفه على مكة بسبب القدس.. الحرمان الشريفان بأيدٍ أمينة يا فخامة الرئيس، و بلا مزايدات #أردوغان_يُسيء_للسعودية”.
وعلق الكاتب السعودي محمد الموسى بإسهاب قائلًا:”آخر مستوى من البجاحة يصل إليه هذا الأحمق، حفيد قتلة خيرة رجال الجزيرة العربية الذين لم ينتهوا ولم يتراجعوا حتى صار الحرمين في أمانهم بعد أمان الله، صديق العمائم السوداء، و حليف الصهاينة المُعلن.. ويأتي اليوم ليتحدث عن القدس!”.
وكتب المحلل السياسي أمجد طه في سياق مماثل:”سيتم الرد على #أردوغان_يُسيء_للسعودية.. من ضيّع الأمانة، ورضي بالخيانة، فقد تبرّأ من الديانة.. وكـأردوغان #تركيا الخائن يكرهه الجميع، أردوغان وقف مع #إيران وقطر ضد الأمة، فأصبح كـالذي يسرق من مال أبيه ليُطعم اللّصوص، فلا أبوه يسامحه ولا اللصوص يكافئونه”.
وعلّق المدون والطبيب العراقي المعروف، علي العراقي قائلًا:”قولوا لحفيد فخري باشا الذي سرق مخطوطات المدينة النبوية، ووضع المتفجرات في حجرة المسجد النبوي، وهدّد بنسفها، وجوَّع وشرد أهلها، وحفيد من باع القدس، وتاجر بأرواح العرب، لا يحق له أن يتكلم عن حماية مكة والمدينة، وأجداده هم من انتهك حرمتها، مكة بأيدٍ آمنة يا حفيد اللصوص”.
وقال المدوّن الإماراتي سالم الجحوشي، في رده على تصريحات أردوغان:”علاقة #تركيا و #قطر بـ #إسرائيل علاقة واضحة، والأدلة موجودة على #أردوغان حفيد اللصوص، وهو يؤدي الطقوس في #تل_أبيب، ناهيك عن حجم التجارة، ومصانع السلاح الإسرائيلي التي يحتضنها اللص، ولأنه يعلم أن هناك عربًا يعشقون صراخ المنابر أكثر من الأفعال فهو يغنّي على وترهم!“.
ويثير أي حديث خارجي عن الحرمين الشريفين وإدارتهما وأمنهما، ردود فعل غاضبة في المملكة، وترفض الرياض رسميًا مثل تلك التوجهات من خارج البلاد، لكن أي ردٍ رسمي على تصريحات أردوغان لم يصدر من الرياض إلى حد الآن.
وتواجه تركيا على الدوام انتقادات لاذعة في دول العالمين العربي والإسلامي بسبب تصريحات مسؤوليها تجاه تلك الدول، واتهامها بالتقصير تجاه القضية الفلسطينية، على الرغم من كون أنقرة تمتلك علاقات وثيقة بدولة الاحتلال على عكس غالبية الدول العربية التي ترفض التطبيع.
وتوترت علاقة أنقرة وتل أبيب خلال الأيام القليلة الماضية، وغادر سفيرا البلدين باتجاه بلديهما، بعد المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة، والتي خلّفت مئات القتلى والجرحى.
وشارك مئات آلاف الأتراك والعرب المقيمين في إسطنبول، عصر الجمعة، في مسيرة احتجاجية ضد المجزرة الإسرائيلية، ودعمًا لمدينة القدس كعاصمة للفلسطينيين بعد أن نقلت واشنطن سفارتها إليها، كما استضافت إسطنبول يوم الجمعة، قمة طارئة للدول الإسلامية للسبب ذاته.