(زمان التركية)ــ وجهت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية انتقادات عنيفة لوضع الحريات في تركيا، في ظل حكم الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي قالت عنه إنه مستمر في سياسة الاستبداد وقمع حرية الصحافة قبل انطلاق الانتخابات الرئاسية المبكرة في 24 يونيو/ تموز المقبل.
وجاء في افتتاحية الصحيفة الأحد، إن الرئيس أردوغان لا يريد ترك شئ للصدفة، حيث يسعى إلى تفعيل التعديلات الدستورية المصدق عليها العام الماضي، والتي بموجبها سيتمتع الرئيس بصلاحيات واسعة، بما في ذلك داخل السلطة القضائية.
ويوم 18 إبريل/ نيسان الجاري كان أردوغان قد أعلن بشكل مفاجئ عن انتخابات مبكرة عن موعد كان مقررًا بعد حوالى عام ونصف، وقال: إن تركيا تحتاج رئاسة أقوى لمواجهة التحديات الاقتصادية والحرب في سوريا.
وكان، البرلمان التركي أقرّ في وقت لاحق مقترح قانون مشترك لحزبي “العدالة والتنمية” الحاكم، و”الحركة القومية”، لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.
وإذا فاز أردوغان، سيعود للرئاسة بسلطات تنفيذية واسعة أقرها استفتاء بأغلبية بسيطة في أبريل/ نيسان العام الماضي.
وحسب مقال الصحيفة، فهذه التغييرات لا تدخل حيز التنفيذ إلا بعد الانتخابات المقبلة، ولذا يدرك أردوغان وحزبه الحاكم أن الاستفتاء الدستوري كان مجرد خطوة لتعزيز سلطتهم في البلاد، على الرغم من ادراكهم بفقدان شعبيتهم في المناطق الحضرية والساحلية في تركيا، بالإضافة إلى المناطق الكردية الجنوبية الشرقية وبين الشباب. وفقا لما نقل موقع (مصراوي).
كما لفتت الصحيفة إلى أن الانتخابات الرئاسية والنيابية ستجري في ظل حالة الطوارئ المطبقة في البلاد منذ محاولة الانقلاب الفاشل في منتصف يوليو/ تموز 2016، والتي حملت الحكومة مسئوليتها حركة الخدمة وملهمها المفكر الإسلامي فتح الله كولن الذي يعيش في الولايات المتحدة بينما نفت الحركة هذه التهم.
وفي عمليات التطهير التي أعقبتها، بحسب الصحيفة، سجننت السلطات التركية أكثر من 40 ألف شخص وتم تسريح نحو 130 ألف آخرين، من الجيش، وقد انضم أردوغان إلى قوميين متطرفين يمينين، وقاموا بإضفاء أجواء مثيرة حول معركتهم ضد التمرد الكردي داخل تركيا المتمثل في “حزب العمال الكردستاني”.
ونوهت الافتتاحية إلى أن أغلب خطابات أردوغان اتسمت بالعدائية ضد الولايات المتحدة وأوروبا، على الرغم من أن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي “ناتو”، ومرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، مضيفة أن أنقرة انجرفت إلى فلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الوقت نفسه يحكم حزب الحرية والعدالة بنظام أوتوقراطي واحتكار لحكم القانون في تركيا بشكل متزايد.
وشددت الافتتاحية على أن أحد أسباب مطالبة أردوغان باجراء انتخابات رئاسية مبكرة هو الاقتصاد الضعيف لتركيا، حيث يحتاج الرئيس إلى توفير وظائف وخدمات لقاعدته، على الرغم عدم التسامح المطلق مع المعارضة.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى توجه مجموعة من الحزبين في مجلس الشيوخ الأميركي إلى منع بيع مقاتلات من طراز F-35 إلى أنقرة، ويرجع ذلك أساسًا إلى انزعاج الولايات المتحدة من احتجازتركيا قس أمريكي، كوسيلة للمطالبة بتسليم فتح الله كولن.
واختتمت الافتتاحية بالقول: “بينما يجر أردوغان تركيا إلى حالة عميقة من الاستبداد، تصوب العديد من الجهات سهامها إليه قبل فوات الأوان”.