(زمان التركية)ــ سلط تقرير لموقع (أحوال تركيا) الضوء، على المسلسل التاريخي الجديد الذي جسد معركة “كوت العمارة” التي تتزامن ذكراها اليوم 29 أبريل/ نيسان وتواجهت فيها القوات الغازية العثمانية ونظيرتها الانجليزية في مدينة الكوت جنوب العراق.
وقال التقرير إن الحكومة التركية تستخدم هذه الذكرى “سياسيًا” في اطار الدعاية العثمانية الجديدة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في “تمجيد المعارك الدامية التي خاضها العثمانيون ضد خصومهم في خارج الحدود.”
وجاء في تقرير (أحوال تركيا): لم يكن مستغربًا أن يحتفي أردوغان شخصيًا بالمسلسل الذي جسد تلك الواقعة في عرضه الأول حيث جلب فريق عمل المسلسل إلى قصره المنيف وبحضور زوجته وكبار المسؤولين.
ونجحت الجهة الانتاجية للمسلسل من جهة أخري في تمريره للعالم العربي وترجمته وشاهده فعلاً الآف من المشاهدين العرب وما زال متاحًا بكامل حلقاته ومترجمًا مجانًا لجمعور العالم العربي.
العراقيون لديهم ذكريات مؤلمة لما عرف بمعركة حصار الكوت جنوب شرقي العراق على عكس ما تفعله تركيا فقد دفعوا ثمن الصراع بين القوتين الغازيتين باهضًا بخسائر بشرية ومادية.
وكانت هذه المعركة قد وقعت إبان الحرب العالمية الأولى، وتعتبر ثاني أكبر معركة دامية يخوضها الجيش العثماني في ذلك الوقت بعد معركة جناق قلعة، حيث انتهى الحصار بإستسلام الجيش البريطاني للقوات العثمانية.
ووصف المؤرخ البريطاني جيمس موريس معركة الكوت بأنها “الإستسلام الأكثر إذلالاً في التاريخ العسكري البريطاني”.
بدأت المعركة بحصار الجيش العثماني للقوات البريطانية والحلفاء في بلدة الكوت الواقعة على ضفاف نهر دجلة جنوب شرقي العراق، وانتهت بسيطرة العثمانيين على الكوت واستسلام كامل الجيش البريطاني.
وكانت الفرقة السادسة في الجيش البريطاني بقيادة الجنرال تاونسند، تتقدم نحو بغداد، غير أنها منيت بهزيمة بعد مواجهة القوات العثمانية في معركة سلمان باك، في نوفمبر 1915، ما دفعها إلى التراجع إلى الكوت في ديسمبر من العام نفسه.
وأما المسلسل فهو من إنتاج محمد بوزداغ الذي حقق نجاحًا من خلال إنتاج وكتابة سيناريو مسلسل قيامة أرطغرل الذي دبلج إلى عدة لغات من بينها العربية، ولاقى متابعة كبيرة لا سيما في الدول العربية.
وبعد مشاهدته للمسلسل قال أردوغان “أن معركة كوت العمارة هي بمثابة صفحة مشرقة في التاريخ العثماني، وأنموذج للوحدة الإسلامية، مبينًا أن العديد من الجنسيات شاركت في المعركة”.
وأضاف “عند توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار، كان الجيش العثماني مستمرًا في قتاله على جميع الجبهات، أي أنه لم تكن هناك دولة أو جيش منهار قُضي عليه، كما كانوا يزعمون، لكن لأقول لكم، إن الآفة التي ابتلينا بها خلال تلك الفترة، وهي مشكلة تقليدية لازمتنا، ألا وهي قدرتنا على الانتصار في المعارك، والهزيمة على طاولات المفاوضات، أي أن الأمر برمته كان ضعفًا في الأداء الدبلوماسي”.
ويلمح الرئيس التركي مستغلاً المناسبة، أن القوات العثمانية الغازية كان عليها الاحتفاظ بالأرض مادامت هي في موقع المنتصر وهو لطالما كال اللوم للمفاوضين الأتراك الذين وقعوا اتفاقية لوزان التي رسمت رسميًا الحدود الحالية للجمهورية التركية.
وفي تصريحات صحفية سابقة لمنتج وكاتب سيناريو مسلسل قيامة أرطغرل قال، إن أردوغان طلب منه شخصيًا إنتاج مسلسل يتحدث عن الحرب العالمية الأولى وانتصار الأتراك.
وبعد عمل استمر عامين متواصلة من البحث في كتب التاريخ عن تفاصيل تلك الحقبة وتجهيز وإعداد السيناريو والديكور والأزياء قال بوزداغ “لقد عملنا عامين متواصلين ليلاً ونهاراً لأجل إنجاح إخراج هذا المشروع”.
وأشار بوزداغ إلى أن سلسلة قيامة أرطغرل تحدثت عن تأسيس الدولة العثمانية، أما هذا الإنتاج الجديد فانه يحكي التاريخ الأكثر حداثة وقال “حاولنا أن نحكي في هذا العمل أسطورة الأبطال الذين خرجوا من إسطنبول في الحرب العالمية الأولى والتركيز على الملحمة التي حدثت على رمال الصحراء الغاضبة ونأمل أن يليق العمل بالبطل “مهمتشيك”.
وأطلق على المسلسل اسم مهمتشيك تيمنا بأسم جندي في الجيش العثماني.