بقلم: فيصل أيهان
(زمان التركية)ــ هل يمكن أن يترك رجب طيب أردوغان القصر في حال خسارته للانتخابات بالطرق الطبيعية؟
بالتأكيد لا، فنحن لسنا أمام “سليمان دميرال” أو “طرغوت أوزال” الديمقراطيين، بل نحن أمام أردوغان وشكبة جريمة مؤلفة من مئات القيادات التنظيمية البارزة. عشرات الآلاف من ملفات الجرائم بانتظار أردوغان، من بينها انتهاك الدستور والقتل والاغتصاب والسرقة والفساد والرشوة وغيرها.
كل هذه الملفات ستُفتح فور مغاردة أردوغان للقصر وسيدفع ثمنها، ولهذا فإن أردوغان وعصابته سيلجؤون إلى شتى الطرق كي لا يفقدوا الحكم.
نموذج إسبانيا
في التاريخ: 11 مارس/ آذار عام 2004 وعندما كان متبقيا 3 أيام على الانتخابات، لقي 199 شخصًا مصرعهم وأصيب ألفان آخران في التفجيرات التي وقعت في ثلاث محطات قطار بمركز العاصمة مدريد.
خرج ملايين الأسبان إلى الشوارع يلعنون الإرهاب، وبدوره حمل الرئيس الإسباني خوسيه ماريا اثنار جماعة ETA الانفصالية التي تحارب من أجل استقلال منطقة إقليم باسك مسؤولية الانفجارات، بينما زعم زعيم المعارضة ثاباتيرو أن العناصر الإرهابية الإسلامية هى من نفذت هذه الهجمات.
تبنى تنظيم القاعدة التفجيرات زاعما أن الهدف منها هو دفع إسبانيا إلى سحب جنودها فورا من العراق.
بعد مرور 3 أيام عُقدت الانتخابات وارتفعت نسبة المشاركة بواقع 9 في المئة مقارنة بالانتخابات السابقة، وخلال الانتخابات تراجعت نسبة أصوات حكومة أثنار المحافظة التي قادت إسبانيا إلى مستوى اقتصادي جيد خلال 8 سنوات بنسبة 7 في المئة لتصل إلى 38 في المئة، بينما ارتفعت أصوات الاجتماعيين المعارضين بنسبة 9 في المئة لتسجل 43 في المئة.
وأطيح باثنار الذي كان واثقًا من الفوز بالحكم بسبب الإرهاب بصورة لم تكن متوقعة وانتقل ثاباتيرو إلى سدة الحكم بعد 3 أيام من هجمات مدريد.
أسفرت الهجمات الإرهابية عن تغيير مسار 10 في المئة من أصوات الناخبين، وكان أول ما فعله ثاباتيرو بعد الفوز بالحكم عقد مؤتمر صحفي في صباح يوم الاثنين أعلن خلاله سحب القوات الأسبانية من العراق ليحقق الإرهاب مبتغاه.
نموذج تركيا
في انتخابات السابع من يونيو / حزيران عام 2015 حصل حزب العدالة والتنمية الحاكم على 40 في المئة من أصوات الناخبين ليعجز عن الانفراد بالحكم، حينها شرع أردوغان في منع تكلل مفاوضات حزب العدالة والتنمية مع أحزاب المعارضة لتشكيل حكومة ائتلافية بالنجاح من ناحية، ومن ناحية أخرى أطاح بطاولة مفاوضات السلام الكردي وحول البلاد إلى بحيرة من الدماء.
لقي الآلاف من المدنيين ورجال الشرطة والجنود مصرعهم، وبلغ حزب العدالة والتنمية الحاكم مبتغاه من خلال دعاية “امنحوا العدالة والتنمية 400 مقعد برلماني والانفراد بالحكم كي تحظى تركيا بالسعادة والاستقرار ويقضى على الإرهاب”.
في تلك الأثناء كشف رئيس الوزراء آنذاك أحمد داود أوغلو عن سر ارتفاع أصوات الحزب خلال تصريحات أدلى بها قبل 13 يوما من انتخابات الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2015، حيث ذكر أن الحزب أجرى استطلاعا للرأي عقب تفجيرات أنقرة كشفت عن ارتفاع الأصوات المؤيدة للحزب!
حقق أردوغان غايته ودفع الخوف الشعب إلى الارتماء مرة أخرى في أحضان حزب العدالة والتنمية الحاكم، حيث حصل أردوغان على 49 في المئة من أصوات الناخبين خلال انتخابات الأول من نوفمبر/تشرين الثاني بعدما حصل على 40 في المئة من الأصوات في انتخابات السابع من يونيو/ حزيران.
وبالأمس لمح أردوغان إلى إعادة تنفيذ السيناريو نفسه مره أخرى، حيث قال إن الشعب التركي لا يمنح الحكم منذ 15 عامًا لأي حزب آخر سوى العدالة والتنمية، وأن انتخابات السابع من يونيو / حزيران عام 2015 شهدت تخبطًا بسيطًا دفعت تركيا ثمنه غاليا.
وتوضح تصريحات أردوغان هذه عزمه على إحراق البلاد مرة أخرى كي لا يخسر الحكم.
أصبحت تركيا التي كانت تترشح لعضوية الاتحاد الأوروبي “دولة الذين يشعلون النيران في أنفسهم نتيجة للبطالة”، وذلك بسبب فشل أردوغان وحبه للديكتاتورية. والآن حان الدور على إحراق البلاد، فهو يهدد علانية “إما انتخابي أو إحراق البلاد”.
كان الله في عون تركيا.
لقراءة الخبر باللغة التركية اضغط على الرابط التالي: