أنقرة (زمان التركية) –أعلنت تركيا إنزالها علمًا لدولة اليونان رفع مؤخرًا في جزيرة كارداك الصخرية، المتنازع عليها بين الدولتين.
وذكر رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم أن البعض حاول رفع العلم اليوناني على الجزيرة الصخرية الواقعة في سواحل مدينة ديديم، غير أن قوات خفر السواحل التركي اتخذت الإجراءات اللازمة وقامت بإنزال العلم اليوناني.
وفي تعليق منه على الإجراءات اليونانية التي تؤجج التوترات في بحر إيجة طالب يلدرم الجانب اليوناني بالابتعاد عن الأعمال الاستفزازية التي تؤجج التوترات، وذلك في إطار علاقات الجيرة الطيبة والتحرك بما يتوافق مع قانون الجيرة.
وشدد يلدرم على أن بلاده تتوقع من الجميع ألا يعتقدوا بأنها ستتنازل عن حقوقها السيادية، مؤكدا أن بلاده عازمة على الرد بالطريقة المناسبة على الأحداث التي تستهدف سيادتها أيا كانت الظروف.
ونشرت المواقع الإخبارية الصورة صورا لمجموعة من اليونانيين وهم يعلقون العلم اليوناني في الجزيرة المتنازع عليها بين تركيا واليونان.
على الصعيد الآخر كان والي مدينة فورنو كورسيون اليونانية ليوانيس ماروسي أول مسؤول يوناني يعلق على رفع مجموعة يونانية العلم اليوناني على الجزيرة الصخرية.
وفي حديثه مع موقع newsbomb.gr أشار ماروسي إلى فتح السلطات اليونانية تحقيقات بشأن الواقعة واستمرار التحقيقات لمعرفة ما إن كان هناك علم يوناني بالفعل أم لا.
وكان وزير الدفاع اليوناني المعروف بخطاباته القومية بانوس كامينوس قد وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ”المجنون”، وفي رد منه على هذا الأمر صرح الناطق باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ أن بعض الوزراء اليونانيين يدلون بتصريحات استفزازية لن تعود بالنفع على اليونان.
يُذكر أن اعتقال السلطات التركية لجنديين يونايين بتهمة التجسس ورفض السلطات اليونانية تسليم تركيا ثمانية جنود أتراك هربوا إليها عقب المحاولة الانقلابية الغاشمة رغم تقدم تركيا بطلبات إلى الجانب اليوناني لتسليمهم إياها وأعمال التنقيب عن الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط من بين القضايا التي أججت التوترات بين البلدين.
وأثارت مؤخرًا جزر”كارداك” طبقا للتسمية التركية و“إيميا” حسب تسميتها باليوناناية توترًا قديما بين أنقرة وأثينا. في ظل المحاولات لإثبات كل حكومة من جانبيها سيادتها على الجزر.
يشار إلى أن خفر السواحل التركي منع وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس في نهاية شهر يناير/ كانون الثاني من الاقتراب من جزيرة كارداك المتنازع عليها في بحر إيجه، حيث كان يرغب في وضع إكليل من الزهور على الجزيرة، في ذكرى سقوط مروحية عسكرية يونانية أودت بحياة ثلاثة عسكريين قبل 22 عامًا.
وبدأت الأزمة بين البلدين على الجزيرة الصخرية لأول مرة في 25 ديسمبر/ كانون الأول من عام 1995، برسو سفينة بضائع تركية على شاطئ الجزيرة. إلا أن اليونان زعمت أن الجزيرة الصخرية تعود لها.
واشتعلت الأزمة عندما توجه رئيس بلدية مدينة كاليمنوس وقتها إلى الجزيرة ورفع عليها العلم اليوناني في 26 يناير/ كانون الثاني 1996. في تلك الأثناء أمر رئيس الوزراء التركي في ذلك الوقت تانسو تشيلر بالتدخل عسكريًا، على الفور انطلقت فرقة من نخبة القوات البحرية التركية وتوجهت إلى الجزيرة وأنزلت منها العلم اليوناني، كما شهدت تلك الفترة سقوط مروحية عسكرية يونانية على الجزيرة وراح ضحية الحادث ثلاثة عسكريين.