تقرير: يوكسل جلبنار
القاهرة (زمان التركية)ــ أبدت تركيا ترحيبًا واسعًا على المستوى الرسمي، بالضربات الأمريكية والبريطانية والفرنسية على سوريا، ووصفها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنها “صائبة” وقال بيان وزارة الخارجية التركية إنها كانت “رد فعل مناسب” بينما كان موقف المعارضة التركية على العكس تمامًا.
حيث انتقد رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا كمال كيليتشدار أوغلو تأييد أردوغان الهجوم الثلاثي في سوريا.
وقال كيليتشدار أوغلو: “أردوغان يرحب بالهجوم على الأسد. إن من يقول ذلك لا يحمل في قلبه مثقال ذرة من الإنسانية، لأن الإنسان لا يستمتع بقتل الإنسان”، مشيرًا إلى أن الدولة الغربية جائت بأحدث وأقوى الأسلحة ليتم تجربتها واختبارها على شعوب الشرق الأوسط.
وفي السياق ذاته، انتقد نائب رئيس حزب السعادة التركي بيرول أيدين الهجمات التي استهدفت سوريا “على مرأى ومسمع من الدول الإسلامية وقياداتها في ليلة الإسراء والمعراج” مستنكرًا تأييد عدد من رؤساء الدول الإسلامية لهذه الضربات.
وأشار نائب رئيس حزب السعادة المعارض إلى أن ضرب سوريا تم بمزاعم استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية، مشيرا إلى أنها “مزاعم مشابهة لغزو العراق في عام 2003”. على حد وصفه.
كذلك انتقد رئيس حزب الوطن التركي والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية دوغو برينتشيك تصريحات المسؤولين الأتراك الداعمة للهجوم على سوريا بشدة معتبرا أنه لا تمثل الشعب التركي.
وقال برينتشيك في تغريده على تويتر: “إن نظام رجب طيب أردوغان الذي يرحب بالصواريخ الأمريكية بالتأكيد لا يمثل الشعب التركي. النظام الذي يرحب بضرب المسلمين وضرب المظلومين لا يمثل تركيا”.
وأضاف برينتشيك: “نحن نرى أن هذه الحكومة خاضعة لسيطرة الصليبيين. نظام أردوغان هو نظام يدعم صواريخ الصليبيين”.
وفي هذا الصدد طرحت صحيفة (زمان) التركية على الباحث المصري في الشؤون التركية محمد حامد، هذه الأسئلة:
●● ما رأيك في ترحيب تركيا بالضربة الثلاثية في سوريا؟
كان متوقعًا، النظام التركي يريد أن يتحكم في مستقبل سوريا والتخلص من جزء من اللاجئين، ولكنه الآن يريد أيضًا تثبيت الوضع الحالي في المنطقة حتي انتخابات 2019 على الاقل لأنه في صالحها، فتركيا تريد حدوث انتقال سياسي في سوريا وترفض في نفس الوقت بقاء الأسد لأنها تخشي انتقامه إذا استمر في الحكم، وشأنها في ذلك شأن الغرب ودول أخري في الإقليم ترغب في بقاء الأسد حتي لو بقي ضعيفًا.
والفوضى في الشمال السوري كانت بوابة دخول تركيا إلى سوريا وأيضًا الفوضي التي ستحدث في سوريا إن سقط الأسد ستكون بوابة عبور تركيا للسيطرة على سوريا.
●● هل يعني ذلك أن أردوغان غير مساره من بوتين إلى ترامب من جديد؟
لا، تركيا في وقت الجد ستترك بوتين وستتنصل من كل ما اتفقت عليه سابقًا، تركيا متذبذبة حتي الآن وهي عودتنا على ذلك، وهي لا ترغب في خسارة علاقتها مع بريطانيا بعد البريكست لذلك صفقت للضربة لأسباب، وأردوغان كان يرغب في شمولية الضربة لكسر الاسد حتي لو شملت روسيا وإيران.
فتركيا ذهبت للروس لمناكفة الغرب الذي يعلم أن ملف حقوق الإنسان متدهور للغاية في تركيا.