أنقرة (زمان التركية) – تستعد تركيا لاستضافة مؤتمر تعقده رئاسة الشؤون الدينية التركية في الفترة بين 16 و19 أبريل/ نيسان الجاري بمدينة إسطنبول تحت عنوان “القمة العالمية للأقليات المسلمة” وبمشاركة 250 ممثلا عن 100 دولة.
وبحسب ما ورد في الرسالة التي بعثتها رئاسة الشئون الدينية التركية إلى المدعوين للمؤتمر، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيقوم بافتتاح مؤتمر “القمة العالمية للأقليات المسلمة”، وسيلقي فيه كلمة على المدعوين من كل أنحاء العالم حول ضرورة الاتفاق والوفاق وأهمية التواصل بين المسلمين.
تتضمن قائمة المشاركين في القمة رؤساء أو ممثلين عن الإدارات الدينية بجانب أكاديميين ونشطاء وصحفيين وكتاب يعملون في المجال نفسه، ومن المخطط أن يلقي رئيس الشؤون الدينية التركي علي أرباش والناطق باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ كلمة خلال القمة.
وعقب الجلسة الافتتاحية للقمة ستُعقد ندوة بعنوان “الأقليات المسلمة في الماضي والمستقبل”، وسيشهد اليوم الثاني من القمة عقد جلسات بعنوان “مشاكل الأقليات المسلمة الخاصة بالحقوق والحريات ومقترحات الحل” و”الأقليات المسلمة مراجعة ذاتية ونقدية: التمثيل السياسي، التطرف، الشعوبية، العنف، الانطوائية ، الإسلاموفوبيا”.
ومن اللافت أن الرسالة التي بعثها رئيس الشؤون الدينية “علي أرباش” إلى من وصفهم بـ”ممثلي الأقليات المسلمة في العالم” المدعوين للمشاركة في المؤتمر طالبت المدعوين بإعداد “تقرير” حول المشاكل التي يعاني منها المسلمون في بلدانهم بغية نقاشها وإيجاد حلول لها.
وجاء في الرسالة المبعوثة إلى ممثلي الأقليات المسلمة حول العالم: “يستهدف هذا المؤتمر التعارف بين أقليات المسلمين الذين يواصلون حياتهم في البلدان التي يعيشون فيها باعتبارهم ممثلي ’الهلال‘، وإحياء روابط الأخوة المهملة، ونقاش المشاكل التي يواجهونها والبحث عن سبل لحلها وتسويتها، والتعاون في مجال التعليم الديني والخدمات الدينية”.
ويرى مراقبون أن المؤتمر سيحضره زعماء وقادة وأعضاء الجماعات الإسلامية المختلفة العاملة في البلدان العربية والإسلامية أيضًا.
“تدخل في الشئون الداخلية للدول”
وفي حديثه مع موقع “زمان التركية”، أفاد الصحفي التركي “كامل جودت” أن ممثلين عن الجماعات الإسلامية من العالمين الإسلامي والغربي سيشاركون في هذه القمة المشار، زاعمًا أن الهدف من هذه القمة التمهيد لإعلان خلافة أردوغان على العالم، على حد قوله.
وأضاف جودت قائلاً: “المؤتمر ليس أي مؤتمر علميّ عاديّ، بل هو مؤتمر رسمي يطالب أردوغان من خلاله ممثلي الجماعات الإسلامية بإعداد تقرير عن المشاكل التي يجابهونها في بلدانهم ليقوم بحلّها! بأي وصف يطالبهم أردوغان بذلك؟ وبأي آليات سيقوم بتسوية تلك المشاكل؟ أليس ذلك تدخلاً سافراً في الشئون الداخلية لهذه البلدان التي يعيشون فيها؟ أليس هذا يعني أن أردوغان بات يرى نفسه زعيمًا للعالم الإسلامي؟”.
وأوضح جودت قائلاً: “للأسف الشديد تركيا في ظل حكم أردوغان باتت تتدخل في شئون الدول الأخرى، خاصة الدول الإسلامية، عبر جماعات الإسلام السياسي، بآليات ووسائل مختلفة. وكما رأينا في بعض الدول الأوروبية، بينها ألمانيا وهولندا، فإن أردوغان يستخدم الموظفين العاملين في الملحقات الدينية والثقافية التابعة للسفارات الموجودة بالعالم كجواسيس، ويوظفهم في عمليات ضد المعارضين الأتراك، إلى جانب توظيف عناصر مخابراته في هذا الصدد.. تذكروا كيف كانت الشرطة الألمانية داهمت العام المنصرم منازل مجموعة من العاملين في فرع رئاسة الشئون الدينية بألمانيا بتهمة التجسس لصالح تركيا ثم بدأت العملية القانونية بحقهم.. لا شك أن هذا النهج يثير مشاكل بين تركيا ودول العالم أجمع ويؤدي إلى عزلة غير مسبوقة لبلدنا للأسف”.
ولفت جودت إلى أن أن أردوغان سيستغل هذه القمة كأداة انتخابية في الداخل أيضًا خلال الانتخابات الرئاسية القادمة، واعتبر هذه الخطوة سعيًا لإشباع لهفة واشتياق أنصاره من التيار الإسلامي للخلافة الإسلامية التي يحلم بها الرئيس أردوغان، على حد تعبيره.
يذكر أن “عبد الرحمن ديليباك”، الكاتب الصحفي التركي من صحيفة “يني عقد” كان أفاد خلال مشاركته بمؤتمر في كندا أنه في حال فوز أردوغان بالرئاسة العام المقبل سيصبح “الخليفة” وستُفتتح مفوضيات الخلافة داخل غرف القصر الرئاسي المكون من أكثر من ألف غرفة.
وأضاف ديليباك أن الخلافة حالياً انتقلت إلى البرلمان التركي، مؤكدًا أن فوز أردوغان بمنصب الرئاسة يعني أنه سيقوم بتعيين مشاورين من المناطق التابعة للخلافة من شتى البلاد الإسلامية، وسيفتتح في القصر الجمهوري الفاخر مفوضيات للاتحاد الإسلامي ليكونوا ممثلين عن المناطق التابعة للخلافة في غرفهم الخاصة بهم في القصر.
كما أن عضو مجلس إدارة مؤسسات حزب العدالة والتنمية الحاكم في بلدة أفيلير بمدينة أيدين سعاد أونال كان زعم عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن “أردوغان سيصبح الخليفة في عام 2023 وسيتم الله نوره”، بحسب قوله.