أنقرة (زمان التركية) – تناولت صحيفة لوموند Le Monde الفرنسية اختطاف الحكومة التركية لمعارضيها بالخارج ومصادرتها المدارس التركية التي يديرها معارضون، مسلطة الضوء على واقعة اختطاف المخابرات التركية لستة أتراك ينتمون إلى حركة الخدمة في كوسوفو تحت عنوان”اختطاف لأول مرة من أوروبا”.
أشارت الصحيفة في خبرها إلى مطاردة السلطات التركية لأنصار حركة الخدمة بدءا من أفريقيا وصولاً إلى آسيا مسلطة الضوء على واقعة اختطاف المخابرات التركية لعثمان أوزبينار وإبراهيم أكباش وعدنان دمير أونال من الجابون.
وذكرت الصحيفة أن هؤلاء الأتراك الثلاثة هم مدرسون يعملون في مدرسة تابعة لحركة الخدمة، مفيدة أن المخابرات التركية أعادتهم إلى تركيا على متن طائرة خاصة دون منحهم حق التواصل مع المحامين ودون إبلاغهم بالتهم الموجهة إليهم.
وأوضحت الصحيفة أن المدرسين المتهمين بالانتماء لتنظيم إرهابي مزعوم يواجهون خطر الحبس لسنوات.
وذكرت الصحيفة بتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي أوضح خلالها أن بلاده ستطارد أنصار حركة الخدمة أينما ذهبوا لتعيدهم إلى تركيا متسائلة عن الدولة الجديدة التي ستشهد واقعة اختطاف أخرى بعد كل من كوسوفو والغابون.
حبس 55 ألف شخص
أفادت صحيفة لوموند في خبرها أن السلطات التركية بدأت حملة “اصطياد الساحرات” تجاه أنصار حركة الخدمة بعد المحاولة الانقلابية الغاشمة التي شهدتها تركيا في عام 2016، بينما رفض ملهم حركة الخدمة فتح الله كولن الذي يقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1999 مزاعم تورطه في المحاولة الانقلابية الغاشمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحملات المتواصلة للحكومة التركية أسفرت عن حبس 55 ألف شخص من بينهم مدرسين وقضاة وصحفيين ونقاد.
الحكومة التركية تختطف معارضيها باستمرار
تطرقت الصحيفة في خبرها إلى اعتقال ستة أتراك من بينهم طبيب وخمسة مدرسين في التاسع والعشرين من مارس/ آذار الماضي في كوسوفو ومن ثم ترحيل المخابرات التركية إياهم إلى تركيا.
وبعد إبطال تصاريح الإقامة الخاصة بهم تم وضعهم على متن سيارة بالقوة واقتيادهم إلى مطار برشتينا الدولي، حيث كانت بانتظارهم طائرة خاصة. وتباهى أردوغان بهذه الواقعة بقوله “قبضنا عليهم”.
وتلجأ الحكومة التركية إلى هذا الأسلوب كثيرا، إذ أعلن الناطق باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ إعادة السلطات التركية 80 من أنصار حركة الخدمة في 18 دولة منذ وقوع المحاولة الانقلابية الغاشمة.
وفي الثاني من أبريل/ نيسان الجاري ذكر محامي الرئيس التركي حسين أيدين خلال مشاركته على قناة تي أر تي TRT الحكومية أن هذه العمليات ستستمر في المستقبل.
لم يسبق وأن شهدت أوروبا واقعة كهذه
ورغم تكرار تلك الأحداث في عدة دول، إلا أن هذه الواقعة تسببت في أزمة سياسية داخل كوسوفو، حيث أعلن رئيس وزراء كوسوفو راموش هاراديناج أن ترحيل الأتراك الستة حدث دون علم منه. ولم يسبق وأن شهدت أوروبا واقعة مثلها.
وسبق وأن اختطفت السلطات التركية أنصار حركة الخدمة في 14 دولة أفريقية بجانب السودان وأفغانستان وباكستان وتركمانستان لكن لم يسبق وأن أقدمت على هذه الخطوة في دولة قريبة من الاتحاد الأوروبي بهذا القدر.
وعقب واقعة اختطاف الأتراك من كوسوفو أفادت الناطقة باسم الاتحاد الأوروبي ماجا كوسيانشيك أنه يجب احترام حق الجميع في الحصول على محاكمة عادلة كما يجب على دولة مثل تركيا المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي والعضو في المجلس الأوروبي، الانصياع للمبادئ.
تطرقت صحيفة لوموند إلى بلال نجل الرئيس أردوغان و”وقف المعارف” و”وقف الشباب والخدمات التعليمية التركي”.
أشارت الصحيفة الفرنسية في خبرها أيضا إلى نقل ملكية المدارس التابعة لحركة الخدمة التي سبق وأن دعمتها السلطات التركية في مرحلة ما إلى “وقف المعارف” وإسناد المؤسسات في تركيا إلى “وقف الشباب والخدمات التعليمية التركي” TÜRGEV الذي يترأسه بلال نجل الرئيس التركي طيب أردوغان.
هذا ولفتت الصحيفة إلى عدم اتخاذ أية إجراءات قانونية بحق قيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم الذين درس أبناؤهم بالمدارس التابعة لحركة الخدمة، في الوقت الذي يتم فيه اتهام آخرين بالتعاطف مع حركة الخدمة ويزج بهم في السجون للسبب ذاته.