(زمان التركية)ــ في كل مرة يكون فيها أردوغان في موقف لا يحسد عليه وكل الأبواب قد أوصدت في وجهه، يبدأ البحث في أجندته التاريخية حتى يظهر نفسه “الضحية”، إلا أنه يبدو أن هذا الأمر صار كوميديًا بالنسبة للشارع التركي.
فقد اجتمع أردوغان مع عائلته في يوم من الأيام وبدأ الحديث عن أن الوقائع والجرائم التي يتم تقييدها ضد مجهول وحالات الاختفاء القسري والجرائم في حق الإنسانية، وكأنه بريء براءة الذئب من دم يوسف.
وحاول أردوغان خلال لقائه مع عائلته توضيح حجم المعاناة التي تعرض لها في فترة من حياته، ولكنه كان يصطدم بأخطاء تاريخية.
نقلت وسائل الإعلام التركية عن سيدة تدعى قدرية جيلان تقول إنها لم ترى ابنها منذ عام 2001. وتحدثت في حوارها مع جريدة وطن عن حكاية أردوغان وما تعرض له، قائلة: “قد احتجزوه بسبب مشاركته في عزاء اثنين من زملائه قتلوا في 1979، ومكث ليلة في سجن ميتريس بإسطنبول، وتعرض للتعذيب من خلال تركه في غرفة شديدة البرودة ويضعون ساقيه في مياه مثلجة، ثم يخرجونه إلى غرفة حارة جدًا حيث يتواجد بها مدمنو الهيروين”.
على الفور بدأت الصحف التركية تتناول الخبر على أن تعرض أردوغان للتعذيب ونشروا عناوين من قبيل “كشف الستار عن تعرض أردوغان للتعذيب”.
إلا أن كتاب “رجب طيب أردوغان – مولد زعيم” الذي تناول فيه الكاتبان حسين بيسلي وعمر أوزباي كفاح أردوغان مستندين إلى ما كان يرويه بنفسه، لم يتحدث عن أي تعذيب، حيث قال: “قضينا الجزء الأكبر من ليلتنا الأولى في سجن ميتريس، واقفين على الأقدام في ممر ضيق. لم يكن بإمكاننا الجلوس لأن المكان كان مليئاً بالمياه. بالرغم من مرور منتصف الليل، لم آكل شيئًا. ما أن هدأت الأمور حتى جاء ضابط صف، ومعه ما تبقى من خبز الجنود ووعاء من الشوربة، ودعانا للطعام. بعد ذلك وجهونا إلى المكان الذي سننام فيه.
يقول أردوغان أنه تعرض للتعذيب في سجن ميتريس عام 1979، إلا أن سجن ميتريس في الحقيقة لم يكن موجودًا في ذلك الوقت، وإنما تم افتتاحه في 22 أبريل/ نيسان 1981، أي بعد عامين من التاريخ المزعوم.
ويقول الكاتب محمد متينير المعروف بدعمه الكبير لأردوغان، في كتاب “الشريعة الخضراء والديمقراطية البيضاء”، نقلًا عن أردوغان: “بعد أداء الصلاة في جماعة، أرسلونا إلى قاعدة داود باشا. لم يتعرض أي منا لمعاملة سيئة. تم الاستماع لأقوالنا. وقد عقد القائد لنا لقاءً جماعيًا كان كلامه موجهًا لأردوغان”.
نشر الكتب عام 2008 وقال الكاتب متينير أن المكان الذي أرسل إليه أردوغان هو قاعدة داود باشا، ولكنه في مقال آخر بتاريخ 2010 قال إنه سجن ميتريس، بعنوان: “من سجن ميتريس إلى رئاسة الوزراء”.
يتحدث الشارع التركي منذ فترة طويلة عن جدل ما إذا كان أردوغان قد تلقى تعليمًا جامعيًا أم لا؛ إذ يتحدث البعض عن أنه تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم التجارية من جامعة مرمرة في عام 1981، وهذا ما تتحدث عنه بعض المواقع التي تنشر سيرته الذاتية.
إلا أن الحقيقة أن جامعة مرمرة تم تأسيسها عام 1983، أي أنها لم يكن هناك وجود لها في عام 1981 كما ذكر في السيرة الذاتية لأردوغان.