أنقرة (زمان التركية) – أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اجتماع كتلة حزبه بالبرلمان ترحيل الغابون ثلاثة من المعلمين العاملين في إحدى مدارس حركة الخدمة إلى بلاده.
وواصل أردوغان استخدام عبارات تهديد بشأن العمليات المخابراتية لملاحقة العاملين في مدارس الخدمة خارج تركيا، قائلا: “هم سيهربون ونحن سنطاردهم. أمسكنا بستة منهم في كوسوفو وأمسكنا بثلاثة آخرين في الغابون. المخابرات التركية تطاردهم لنرى أين سيُقبض على الآخرين؟”.
وسلمت الغابون التربويين الأتراك الثلاثة إلى أنقرة بعدما تم اعتقالهم الشهر الماضي.
وتم اقتياد عثمان أوزبينار مدير مدرسة La Lumiere التي افتتحها مستثمرون أتراك في الغابون والمدير التربوي للمدرسة إبراهيم أكباش والمدرس عدنان دمير أورال إلى تركيا على متن طائرة خاصة من العاصمة ليبرفيل واستجوابهم في تركيا.
وكانت قوات أمن الغابون قد اعتقلت الأتراك الثلاث في الخامس عشر من مارس/ آذار الماضي، حيث زعمت شرطة الغابون أن عملية الاعتقال تمت لكون الأتراك الثلاث يشكلون خطرا على أمن الغابون. واعتقلت قوات الأمن أيضًا زوجات الأتراك الثلاث خلال مداهمتهم لمنازلهم.
يُذكر أن الناطق باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ قد أعلن الأسبوع الماضي أن “السلطات التركية منحت المخابرات صلاحية تنفيذ علميات بالخارج وهو ما تفعله وستواصل فعله” مشيرا إلى إعادة المخابرات 80 من أنصار حركة الخدمة المقيمين بالخارج إلى تركيا منذ ذلك الحين.
ومحليًا شنت قوات الأمن التركية حملة أمنية في العاصمة أنقرة، ألقت خلالها القبض على 79 معلمًا في 16 مدينة مختلفة، ممن كانوا يعملون في المدارس التابعة لحركة الخدمة قبل أن يتم مصادرتها عقب تصنيف الحركة “إرهابية”.
واللافت في الأمر هو شن المخابرات التركية حملات للقبض على المدرسين الأتراك المقيمين في الخارج متهمة إياهم بالإرهاب في الوقت الذي لم تتحرك فيه لإنقاذ مسؤولين استخباراتين بارزين تم القبض عليهما بالقرب من سد دوكان في كردستان العراق في أغسطس/ آب من العام الماضي.
وعلى الصعيد الآخر اكتفت السلطات التركية بالمطالبة بتسليم محمد أيدين، مدير شركة بنك تشيفتليك الذي هرب إلى أوروغواي على متن طائرة من مطار صبيحة في الرابع والعشرين من يناير/ كانون الثاني الماضي بعدما حصد مليار و139 مليون ليرة من 132 ألف و222 شخص في أضخم عملية نصب في تاريخ تركيا.
هذا ولم تنفذ المخابرات التركية أية عملية بحق أيدين الذي تبين هروبه إلى دولة أخرى.
وكانت تركيا شهدت في 2016 محاولة انقلاب قتل خلالها حوالي 250 شخصًا.
ومباشرة اتهم الرئيس رجب طيب أردوغان والحكومة التركية حركة الخدمة بالوقوف وراء المحاولة وقتل المواطنين الأبرياء، إلا أن الأخيرة نفت هذه التهم جملة وتفصيلا على لسان ملهم الحركة فتح الله كولن.
وطالب كولن بفتح تحقيق دولي حول الواقعة، لكن السلطات التركية لم تستجب له حتى الآن.
وحبست السلطات التركية منذ محاولة الانقلاب أكثر من 55 ألف شخص، من بينهم 18 ألف سيدة وما يقرب من 700 طفل مع أمهاتهم بتهمة الانقلاب، حسب بيانات وزارة العدل التركية.