(زمان التركية) – شمعت السلطات التركية عددًا من المنازل بحجة تبعيتها لوقف “الفرقان” المعروف بمعارضته للحكومة، وألقت محتويات المنازل فى الشارع وتركت عددًا من الأسر والطلاب بلا مأوى.
واتضح أن إحدى الأسر التي تم تشميع منزلها قد فرضت عليها السلطات التركية غرامات كبيرة.
وفرضت ولاية أضنة غرامات مالية بلغت 20 ضعفًا للحد الأدنى للأجور على جميع المنازل بسبب كونها سكنًا طلابيًا بينما تستخدم كمنازل عائلية، حيث قامت الولاية بإرسال إخطار الأسبوع الماضي بتشميع منزل أسرتين وعدد من المساكن الطلابية الموجودة في مركز المدينة.
وتقدم مالكو المنازل المطالب بإغلاقها بحجة كونها مساكن طلابية بعرائض احتجاجية إلى الولاية استندت على عقود الإيجار، غير أن رد الولاية على هذه العرائض صدر بعد يومين من تشميع المنازل.
وقد تفاجأت الأسر والطلاب الذين اضطروا إلى قضاء الليل في الطرقات بقرار صادم آخر، حيث ذكر أحد المواطنين الذين تم تشميع منازلهم ويُدعى عمر كوجامان عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أن السلطات لم تكتفي بطردهم من منازلهم وتشميع منزلهم فقط بل إنها قامت أيضًا بتغريمهم 40 ألف و590 ليرة.
وفرضت الولاية غرامات على أصحاب المنازل تبلغ 20 ضعفًا للحد الأدنى للأجور في تركيا، وفي الوقت الذي يترقب الجميع فيه عدول السلطات عن هذا الخطأ فُرضت غرامات بقيمة 40 ألف و590 ليرة على أصحاب المنازل.
وذكر كوجامان في تغريدة أن الولاية رفضت العريضة الاحتجاجية التي تقدم بها عقب تلقيه الإخطار بإغلاق منزله، مشيرًا إلى أن هذا الإخطار جاء بعد يومين من تشميع المنزل.
وأضاف كوجامان أن الجانب الغريب من الأمر أن الوثيقة التي وصلت إليهم بعد يومين من إغلاق منازلهم بتاريخ السادس من أبريل/ نيسان الجاري في حين أن تاريخ التصديق عليها وإرسالها هو الثالث من أبريل/ نيسان، حيث تضمنت فرض غرامة تبلغ 20 ضعف للحد الأدنى للأجور.
وأشار كوجامان إلى أن السلطات لم تكتفي بطردهم من منازلهم وتشميع منزلهم وقامت بتغريمهم 40 ألف و590 ليرة قائلاً: “كيف سأدفع هذا المبلغ؟ هذا أمر غير ممكن. هل سيسلبونني روحي أيضا؟”.
يُذكر أن السلطات التركية قد رفعت دعوى قضائية بحق رئيس وقف الفرقان ألب أرسلان كويتول، المعتقل، والمهدد بالحبس سبع سنوات بتهمة “إهانة أردوغان” و”تصريحاته المؤيدة للمحاولة الانقلابية الغاشمة”.
وكان الشيخ كويتول وجه في خطبة ألقاها مؤخرًا انتقادات لاذعة لحملات الاعتقال “التعسفية” التي تشنها القوات منذ المحاولة الانقلابية في صيف 2016. حيث استنكر في خطبته “الظلم” الذي تشهده تركيا حاليًا، ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تغيير اسم حزبه من “العدالة والتنمية” إلى “حزب الظلم والتنمية”، وأكد أن البلاد لم تشهد هذا القدر من الظلم على مدار تاريخها الطويل وأضاف: “لعنة الله على هذا النظام الظالم، ولا كتب الله نظام الحزب الواحد على تركيا مرة أخرى، فهناك عشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء يقبعون داخل السجون ظلمًا بحجة الانقلاب الفاشل”.
وكان الشيخ كويتول تحدث في إحدى خطاباته عن “الجناح اليساري للدولة العميقة في تركيا”، في إشارة إلى تنظيم أرجنكون ومجموعة “دوغو برينشتاك”، زعيم حزب الوطن اليساري الطوراني، وقال انهم من دبروا انقلاب 2016 الفاشل “من خلال توظيف الرئيس أردوغان ورجاله، من أجل الحصول على الذريعة المطلوبة لاجتثاث كل الجماعات الإسلامية في تركيا”.