أنقرة (زمان التركية) – وجهت النيابة التركية اتهاماتها الأسبوع الماضي إلى حركة الخدمة في نهاية التحقيقات المتعلقة بعملية اغتيال السفير الروسي السابق لدى أنقرة أندرية كارلوف.
وبطلب من النيابة العامة صدرت قرارات اعتقال بحق 8 مشتبه بهم من بينهم المفكر الإسلامي فتح الله كولن وأمره أوسلو وشريف علي تكالان بتهم محاولة القضاء على النظام الدستوري والقتل العمد بدافع إرهابي.
في 19 ديسمبر/ كانون الأول عام 2016 أقدم الشرطي في وحدة مكافحة الشغب بمديرية أمن أنقرة مولود ميرت ألطينطاش على اغتيال السفير الروسي أندريه كارلوف أثناء كلمته في حفل افتتاح معرض للصور بعنوان “روسيا من كالينينغراد إلى كامتشاتكا بعيون الرحالة” بمركز شاغداش للفنون.
وفي تعليق منه على عملية الاغتيال أفاد وزير الداخلية التركي سليمان سويلو أن عملية الاغتيال تهدف لإفساد العلاقات بين البلدين.
من هو المتهم الفعلي؟
في بادئ الأمر اقتبس أبيات من نشيد القاعدة وهتف بالعربية قائلاً: “لن يأخذني من هنا سوى الموت. بايعت على الجهاد وأسعى للشهادة ولا أهدف لشيء سواها”، ثم أصاب ألطينطاش كارلوف من الخلف.
وبعدها رفع ألطينطاش إشارة الشهادة وقال “الله أكبر!” وهتف باللغة التركية بما معناه “لا تنسوا حلب، لا تنسوا سوريا. ما لم تكن بلادنا في أمان فإنكم كذلك لن تتذوّقوا الأمان. كل من له يد في هذا الظلم سيدفع الثمن”.
ولاحقًا أشارت الأخبار في الصحافة التركية إلى قتل قوات الأمن لمنفذ عملية الاغتيال في الوقت الذي كان من الممكن إلقاء القبض عليه حيًا.
حسنا، ما علاقة ألطينطاش الذي أنشد نشيد جبهة النصرة بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا؟
شارك ألطينطاش الذي قام باغتيال كارلوف في فريق تأمين جولة أردوغان التي أجراها في ديسمبر/ كانون الأول من عام 2014 في مدينة قونية وجولتها في مدينة بورصة في الأول من فبراير/ شباط عام 2015.
وظهرت صور تجمع وزير الداخلية سليمان سويلو وعدد من نواب حزب العدالة والتنمية بشخص يسكن مع ألطينطناش في نفس المنزل.
عقب واقعة الاغتيال تم اعتقال رفيق سكن ألطينطاش المحامي سركان و. وتشميع مكتبه، بينما تبين لاحقًا أن ألطينطاش كان يحضر جلسات نور الدين يلديز المعروف بقربه لأردوغان.
وذكرت صحيفة (حريات) أن ألطينطاش كان يحضر جلسات يلديز مع رفيقه المذكور، كما تكشفت صور تجمع يلديز الذي كان ألطينطاش يحضر جلساته مع أبي عبد الله الحموي الذي قتل، وكان زعيم حركة أحرار الشام التي تعد جناح القاعدة في سوريا.
من جانبها أفادت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن المدينة التي تشهد جلسات يلديز أصبحت مركزا لتزويد القاعدة وداعش بالمقاتلين.
وإلى الآن لم تتمكن السلطات التركية من فك شفرة الهاتف المحمول الخاص بألطينطاش، وتكتفي الحكومة بتوجيه الاتهامات بعد عجزها عن إيجاد أية صلة تجمع ألطينطاش بفتح الله كولن أو حركة الخدمة.
يُذكر أنه عقب إصلاح العلاقات بين تركيا وروسيا بعد خطاب الاعتذار الذي بعثه الرئيس أردوغان إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتن، اتهم أردوغان حركة الخدمة بإسقاط المقاتلة الروسية على الحدود السورية التي تسببت في توتر العلاقات بين البلدين.
هذا ويعكس عدم إصدار الجانب الروسي لأية تصريحات بشأن تورط حركة الخدمة بواقعة اغتيال السفير الروسي لدى أنقرة عدم اقتناع روسيا بتصريحات الجانب التركي.