برلين (زمان التركية)ــ كشفت مصادر مطلعة أن المعلم علاء الدين دومان المختطف من قبل جهاز الاستخبارات التركية في العاصمة الماليزية كوالالومبور في 2016، بحجة أنه ينتمي لحركة الخدمة واتباعه فكر الداعية فتح الله كولن، يتعرض للتعذيب الجسدي والنفسي والتهديد بالموت داخل سجن في أنقرة.
وقال “س. ت.” رفيق علاء الدين دومان في محبسه بعد الإفراج عنه قبل أيام، في حوار مع أحد الصحفيين، أن علاء الدين دومان يتعرض لتهديدات بالموت، فضلًا عن تعرضه لعملية تعذيب مستمرة.
وأشار “س.ت.” أن جميع المعتقلين بسبب الانتماء إلى حركة الخدمة يتعرضون للتهديدات نفسها، مطالبين الحكومات الأجنبية بالتدخل لمنع تسليم المهاجرين منهم إلى تركيا.
وكان علاء الدين (47 عاما) أحد مؤسسي مدرسة زمان الدولية وقد تعرض هو والمواطن الماليزي تامر تيبيك الأمين العام لغرفة التجارة والصناعة الماليزية التركية (تركي الجنسية ويعتقد أنه من أنصار حركة الخدمة) للاختطاف في العاصمة الماليزية كوالالمبور في 2016.
والعام الماضي تم اصطحاب دومان وتيبيك إلى المناطق الشجرية البعيدة، وتعرضا للضرب والتعذيب، بعد ذلك تم تسليمهم للمسؤولين الأتراك لترحيلهم إلى تركيا. ويمكثان الآن في سجن سينجان بأنقرة، وتوجه لهم تهمة الإرهاب.
وكانت منظمات المجتمع الدولي المعروفة عالميًا مثل منظمة مراقبة حقوق الإنسان HRW ومنظمة العفو الدولية، قد أعلنتا أن المحتجزين من قبل السلطات التركية يتعرضون للتعذيب داخل السجون ومراكز الاحتجاز.
ويوم الخميس الماضي اعتقلت عناصرتابعة لجهاز الاستخبارات الوطنية بطريقة غير قانونية 5 معلمين أتراك في دولة كوسوفو، بسبب عملهم في المدارس التي يقال إنها تابعة لحركة الخدمة وبزعم أنهم يتبعون فكر فتح الله كولن.
وهذا هو الأسلوب نفسه الذي اتبعته الاستخبارات التركية في اختطاف المنتمين لحركة الخدمة من الأكاديميين ومدراء المدارس من كل من المملكة العربية السعودية وماليزيا وجورجيا وباكستان والسودان وميانمار، بالرغم من أنهم يحملون بطاقات لجوء تابعة للأمم المتحدة.
ونشرت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في مارس/ أذار 2018، تفاصيل عمليات التعذيب التي تمارس داخل السجون في تركيا خلال العام الماضي، داعية الحكومة التركية لتنفيذ سياسات التسامح.
ونقلت المفوضية السامية لحقوق الإنسان في تقريرها المكون من 28 صفحة عن زوجة أحد المتهمين بالانتماء لحركة الخدمة، قولها: “لقد أرسلوني إلى وحدة مكافحة الإرهاب… اتصلوا بالمدعي العام وقالوا له لدينا الآن زوجة المتهم… وبعد ذلك بدأ أحد رجال الشرطة تهديدي بخلع ملابسي، وأن يكشف جسمي للرجال الذين قاموا بالقبض عليّ. لقد وضع يديه أسفل قميصي….”.
وما أن تجاوزت الدولة التركية محاولة الانقلاب العسكري في 15 يوليو/ تموز، حتى بدأت حكومة حزب العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوغان تحميل حركة الخدمة مسؤولية الأحدث دون أي دليل.
يشار إلى أن المفكر الإسلامي فتح الله كولن ملهم حركة الخدمة، ينفي بشدة التهم الموجهة إليه بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشل، مطالبًا بفتح تحقيق دولي حول تلك التهم. إلا أن أردوغان وحكومته رفضوا طلب كولن، ووصف أردوغان الانقلاب بأنه “لطف من الله”، وبدأ عملية تصفية واسعة النطاق في حق أعضاء الحركة وأنصار كولن.
ومنذ يوليو/ تموز 2016 وحتى الآن فصل من العمل 150 ألف قاضي ومدرس وشرطي عن وظائفهم. وأعلنت وزارة الداخلية التركية في 12 ديسمبر/ كانون الأول 2017 أن عدد المعتقلين وصل إلى 55 ألف و665. وفي 13 ديسمبر/ كانون الأول 2017 كشفت وزارة العدل أن نحو 169.013 شخصًا اتخذت ضدهم إجراءات القانونية منذ أحداث الانقلاب.