القاهرة (زمان التركية) تناول الكاتب المصري أكرم القصاص في مقالة بصحيفة (اليوم السابع) المصرية، ما وصفه بحالة “النفاق والازدواجية”، التي تمارسها إدارة الرئيس رجب طيب أردوغان في تركيا، وحركة حماس في فلسطين تجاه الشعب الفلسطيني.
ومتخذا من عملية “غصن الزيتون” العسكرية في شمال سوريا مثالاً، قال الكاتب أنه “ينما كان أردوغان يستعرض قواته الغازية فى عفرين، كان الجيش الإسرائيلى يقتل الفلسطينيين العزل فى مظاهراتهم السلمية إحياءً لذكرى يوم الأرض الـ43”.
مشيرا إلي أصدار أردوغان بعد ذلك بيانًا يعاتب فيه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، بقوله “ليس هناك من يحبك بصدق فى هذا العالم”، إلا أن رد نتنياهو جاء متهكمًا على أردوغان، حيث قال “من يحتل شمال قبرص، ويغزو المناطق الكردية ويذبح المدنيين فى عفرين، لا يحق له أن يعظنا بالقيم والأخلاق.. لن نقبل دروسًا فى الأخلاق ممن يقصف المدنيين بشكل عشوائى منذ سنوات”.
وهنا يري القصاص أن “الإجرام الأردوغانى” منح “بنيامين نتنياهو فرصة المزايدة والمقارنة بين من قتلهم الجيش الإسرائيلى المجرم من الفلسطينيين، والمئات الذين قتلهم أردوغان فى سوريا وغيرها”.
من جهة أخري، يقول الكاتب إن “المفارقة الأكثر إثارة أن نجد فلسطينيًا ممن يواجهون الاحتلال ويفترض أنهم ضد العدوان والغزو، يمتدح إجرام أردوغان ويعتبره انتصارًا”.
قاصدا بذلك “ما فعله خالد مشعل رئيس المكتب السياسى السابق فى حركة حماس، حينما أشاد بسيطرة الجيش التركى على عفرين السورية، واعتبرها (نموذجًا للإرادة التركية)”
وقال مشعل خلال حفل نظمته جمعية تركية “النصر فى عفرين كان نموذجًا للإرادة التركية، وإن شاء الله سنسجل ملاحم بطولية لنصرة أمتنا”.
ويري الكاتب المصري أن مشعل يبدو “وكأنه يقدم لإسرائيل مبررات العدوان، ويشيد بالجنون التركى فى غزو عفرين وقصف، ويفترض أنه يمثل شعبًا يواجه احتلالًا إجراميًا.”
ويتهم الكاتب أكرم القصاص حركة حماس، قائلاً: “مشعل وزملاؤه وفصائل فلسطينية هم من قسموا الشعب الفلسطينى وساهموا فى إضعاف صورة القضية، وهم مستفيدون من الانقسام والتشرذم. وأن مصالحهم الفردية تستمر وتكبر من اللعب على الحبال، وعقد الصفقات. هؤلاء هم من يضيعون القضية وبسببهم تراجع الحماس للقضية لأنهم يقدمون مصالحهم وانتهازيتهم، على القضية الأهم”. فيما رأي في نهاية مقاله أن “نتنياهو -وجد- فى الإجرام التركى مبررًا للإجرام الإسرائيلى. ويتباريان: من الأكثر إجرامًا وقتلًا للمدنيين والعالم يتفرج على كل هذا ويمارس ازدواجيته ونفاقه مع المجرمين فى أنقرة وتل أبيب.”