أنقرة (زمان التركية) – تتواصل التوترات بين تركيا وإسرائيل عقب الاتهامات المتبادلة من الجانبين على خلفية الهجوم الاسرائيلي الذي وقع يوم الجمعة الماضي على حدود إسرائيل وقطاع غزة وأسفر عن مقتل 16 فلسطينيا وإصابة 500 على الأقل.
وعقب رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالأمس على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على خلفية انتقاده الإدارة الإسرائيلية، لوح وزير الأمن العام الإسرائيلي جيلاد أردان بإمكانية اعتراف إسرائيل بمذبحة الأرمن.
واتهم أردان الرئيس التركي بمعاداة السامية، قائلا: “أردوغان معادٍ للسامية ويواصل دعم حماس لاكتساب مكانة في القدس. أشعر بالندم على اتفاقية التطبيع الموقعة بين تركيا وإسرائيل عقب حادثة مافي مرمرة”.
وفي حديثه إلى إذاعة راديو الجيش الإسرائيلي، أفاد أردان أن إسرائيل قد تعترف بما سماه “مذبحة الأرمن” التي يزعم أن الإمبراطورية العثمانية ارتكبتها في عهودها الأخيرة.
وكان نتنياهو انتقد أمس تصريحات أردوغان التي انتقد فيها استعمال جيش إسرائيل العنف مع المتظاهرين الفلسطينيين بسلمية، قائلا “الجيش الأكثر أخلاقية في العالم لن يتلقى دروساً حول الأخلاق من شخص يقوم منذ سنوات بقصف مدنيين عشوائياً”.
من جانبه رد أردوغان بوصف إسرائيل بدولة الإرهاب، قائلا: “مطبوع على قلوبهم ولا داع لأن أشرح إلى أي مدى الظلم الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي. إسرائيل وجيشها يتظاهران بالشجاعة أمام المظلومين فقط وفيما عدا ذلك هم جبناء”، على حد تعبيره.
وشدد أردوغان على أن الظلمة لم يسبق أن تحلوا بالشجاعة أبدا، وما سبق لهم أن أقاموا تمثال النصر، كما تطرق إلى اتهام نتنياهو الجيش التركي بممارسة الظلم في عفرين قائلا: “يا سيد نتنياهو أنت ضعيف وغريب جدا”.
وكان البرلمان التركي صدق في شهر أغسطس/ آب عام 2016 على اتفاق بين الحكومة وإسرائيل على تطبيع علاقات البلدين التي قطعت في أعقاب اقتحام جنود إسرائليين سفينة مافي مرمرة التركية وإطلاق النار على ركابها، وكانت تحاول نقل مساعدات إنسانية إلى غزة في عام 2010 وعلى متنها ناشطون حقوقيون.
ونص الاتفاق بين البلدين على أن تدفع إسرائيل مبلغ 20 مليون دولار (17.7 مليون يورو) تعويضًا للضحايا مقابل عدم مقاضاة أفراد معنيين سواء من الناحية القانونية أو المالية بسبب حادثة السفينة.
ويقضي الاتفاق أيضا بتخفيف الحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة حتى تتمكن تركيا من تسليم مساعدات إنسانية إلى الفلسطينيين هناك.
وعقب الاتفاق عاد سفير البلدين إلى ممارسة عملهما في إطار استئناف العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل بينهما.