أنقرة (زمان التركية) – عجزت صحيفة (ولات Welat)، اليومية الوحيدة الناطقة بالكردية في تركيا، عن إيجاد مطبعة لطباعة عددها بسبب فرض السلطات التركية الوصاية على صحيفة الديمقراطية التحررية ومطبعة جون التي كانت تُطبع فيها.
وشهد الأسبوع الماضي مداهمة الشرطة التركية مقر صحيفة “الديمقراطية التحررية” واعتقال 4 صحفيين ومصادرة الحكومة للصحيفة بتهمة دعم الإرهاب.
وعلى إثر ذلك عجزت صحيفة “ولات” -التي بدأ صدورها بالتزامن مع إغلاق السلطات التركية لصحيفة “روجافا ميديا” العام الماضي-، عن إيجاد مطبعة لطباعة أعدادها، وصدر العدد 217 من الصحيفة يوم الجمعة الماضي بعد نسخه في آلة تصوير مستندات.
من جانبهم أدلى العاملون في الصحيفة ببيان صحفي من داخل نقابة الصحفيين في دياربكر.
وقال طاقم الصحيفة في بيان إن القمع الذي تتعرض له الصحافة في تركيا يتزايد بصورة لم يسبق لها مثيل في تاريخ تركيا مشددين على بلوغ القمع أبعادا تجاوزت حتى فترات الاستبداد والرقابة في تسعينات القرن الماضي.
تحول تركيا لسجن شبه مفتوح للصحفيين
وقال ملقى البيان ويُدعى زين العابدين بولوت أحد محرري الصحيفة، إن تركيا تحولت إلى سجن شبه مفتوح للصحفيين مفيدا أن السلطات التركية لم تعد تحتمل أي صوت أو لغة مختلفة وتستهدف اللغة والثقافة الكردية.
وأشار البيان أيضا إلى تعرض الموزعين للتهديد يوميا والاعتقال والحبس بجانب مصادرة العديد من الأعداد وعدم السماح لصحيفة ولات بدخول المدن التركية ذات الغالبية الكردية وحرق نسخ الصحيفة في نقاط الشرطة وتهديد المشتركين فيها.
وأوضح البيان أنه عقب فرض الوصاية على مطبعة جون تم ابلاغ الصحيفة بقرار عدم الطباعة قبل دقائق من موعد الطبع مؤكدا على أن مالك المطبعة أبلغهم أنه لن يتم طباعة عدد الصحيفة، رغم أنه لا توجد عقبات قانونية تتعلق بالصحيفة.
وكشف البيان عن عجز الصحيفة عن إيجاد مطبعة منذ يومها على الرغم من كل مساعيها وذلك بسبب الأجواء القمعية وسياسة الابتزاز والتهديد مشيرا إلى التقاء الصحيفة بالعديد من المطابع غير أنهم عجزوا عن إيجاد مطبعة تتولى طباعة صحيفة ولات بسبب التهديدات وأجواء الترهيب.
هذا وأعلن بولوت أنهم سيوقفون طبع النسخة الورقية من الصحيفة ابتداء من اليوم على أن يواصلوا لفترة من الوقت بالنسخة الإلكترونية وحدها رغم سياسة الإسكات وتكميم الأفواه، مؤكدا أنهم يعلمون أن قراء الصحيفة سيدافعون عنها في كل الظروف. ودعا بولوت القراء الصحيفة والمشتركين إلى دعم مؤسسات النشر المحلية والدولية.
وفرضت الحكومة التركية الوصاية على مطبعة جون في أضنة التي كانت تتولى طباعة صحيفتي الديمقراطية التحررية وولات يوم 27 مارس/ آذار الماضي.