القاهرة (زمان التركية)ــ استنكر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف “المعاملة غير الأدمية” التي يلقاها اللاجئون في المجر، مبديًا رفضه تصريحات المتحدث الإعلامي باسم المفوضية العليا للاجئيين في المجر.
وقال مرصد الأزهر في بيان إن “اللاجئين لم يذهبوا إلى هذه الدول برغبتهم إنما ذهبوا إليها فرارًا من الموت وبحثًا عن الحق في الحياة دافعين ثمن أخطاءًا متراكمة لم يرتكبوها” مشددًا على أنه “يرفض رافضًا قطعيًا وضع اللاجئين في الحاويات مثل البضائع”.
وكان البرلمان المجري وافق في شهر مارس/ أذار من العام الماضي على قرار عنصري باجتجاز جميع طالبي اللجوء في حاويات شحن تم تحويلها إلى أماكن احتجاز، تزامناً مع إغلاق حدود البلاد تمامًا.
وانتقد مرصد مكافحة التطرف تصريحات “إرنو سيمون” المتحدث الإعلامي باسم المفوضية العليا للاجئيين في المجر، والتي ذكر فيها أن الخطوات التى اتخذتها المجر في الآونة الأخيرة قضت على إمكانية أن يتقدم إليها مهاجرون بطلبات لجوء، واعتبر البيات أن “موقف المجر المتشدد مع اللاجئين موقفًا غريبًا خصوصًا وأن عدد اللاجئيين بها قليل للغاية، لا يتعدى ألف و 781 لاجئ”.
وناشد المرصد جميع الدول التي بها لاجئيين أن يستوصوا بهم خيرًا وأن يحترموهم ويحافظوا على كرامتهم ويحسنوا استضافتهم، وأن يُغلبوا البعد الإنساني في التعامل مع قضيتهم.
وناشد جميع منظمات المجتمع المدني، وحكومات العالم وأثرياؤه، ورجال المال والأعمال وصندوق رعاية الطفولة التابع للأمم المتحدة أن يولوا قضية اللاجئين الاهتمام اللازم، وأن يتعاونوا في إيجاد مصادر تمويل للاجئيين كي يخففوا الحمل الملقى على كاهل الدول والشعوب التي يعيش بها لاجئون، كما ناشد المرصد جميع اللاجئيين في العالم أن يحترموا قوانيين الدول التي يعيشون فيها وأن يحاولوا الاندماج في مجتمعاتها عن طريق المشاركة الإيجابية والفعالة في نهضة هذه المجتمعات وتطويرها.
وكان “سيمون” أدلى بتصريح لوكالة الأناضول الاثنين 26 مارس/ أذار ذكر فيه أن “السلطات المجرية أحاطت حدودها بأسلاك شائكة طردت خارجها من تقبضُ عليه من اللاجئين الذين لم تٌقبل طلبات لجؤهم، وفي الوقت ذاته رُفِضت طلبات المهاجرين الذين تقدموا بطلبات الحصول على حق اللجوء في المخيمات -الموجودة روسكي، و تومبا-“.
من جانبه قال المرصد إن “بهذه الاجراءات التي اتخذتها المجر يصبح من المستحيل أن يتقدم أي مهاجر بطلب لجوء إلى دولة المجر… إن اللاجئيين المتقدمين بطلبات لجوء في المجر يعاقبون ويحبسون، ومصدر قلقنا هو حبس أطفال تتراوح أعمارهم بين 14 إلى 18 سنة يعيشون بلا مرافق، بل إن هناك من بين من يُقبض عليه في المجر أطفال رُضع يحبسون مع عوائلهم. والنساء الحوامل يتم نقلهن إلى المستشفيات وبعد الوضع ببضعة أيام يتم نقلهن مرة أخرى إلى الحاويات الزجاجية على الحدود المجرية الصربية في المنطقتين سالفتي الذكر “.
يذكر أن المجر سبق ورفضت نظام “الكوته” الإجباري (توزيع اللاجئين) الذي أراد الاتحاد الأوروبي تطبيقه على دوله، حيث أكد رئيس الوزراء المجري “فيكتور أوربان” على أن بلاده لا تريد أن تكون بلدًا للمهاجرين وأن الحكومة المجرية لن تُغير سياستها مع المهاجرين. وقال في هذا السياق “لن نستقبل مهاجرين، ولن نجعل أحدًا قط يستوطن في بلادنا. ولن تستقبل المجر مهاجرًا واحدًا”.