(زمان التركية) – ذكرت مصادر مطلعة في مدينة عفرين التي سيطر عليها الجيش التركي وقوات الجيش السوري الحر خلال الأيام القليلة الماضية، أن إدارة المدارس تأمر التلاميذ بحمل العلم التركي، وترديد عبارات الشكر للرئيس رجب طيب أردوغان.
وكانت أنشطة الدراسة في عفرين الواقعة شمال سوريا متوقفة بسبب الهجمات أثناء العملية العسكرية التي بدأها الجيش التركي وقوات الجيش السوري الحر في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقريره بشأن أعداد سكان المدينة والمهاجرين منها ابتداء من 20 يناير/ كانون الثاني أنه تم استهداف المدارس خلال العملية العسكرية مشيرا إلى توقف التعليم بالمدارس في عفرين عقب انطلاق العملية العسكرية واستهداف 48 مدرسة وتعرض أغلبها لأضرار جزئية خلال العملية العسكرية.
وانقطعت العملية التعليمية بالمدينة خلال العملية العسكرية التي استمرت نحو شهرين، وتسببت في تهجير الآلاف من منطقة عفرين التي عُرفت على مدار الحرب السورية بملجأ الهاربين من الحرب” وكان غالبية المهاجرين من النساء والأطفال.
مدارس عفرين يزينها العلم التركي وصور أردوغان
أحد أولى الاجراءات التي اتخذتها تركيا فور دخولها عفرين في الثامن عشر من الشهر الجاري كان رفع العلم التركي على مبنى إدارة المدينة. وفي اليوم نفسه أعلن أردوغان في تصريحاته أن العلم التركي بات يرفرف في عفرين.
وفي خبرها اليوم نشرت وكالة الأناضول للأنباء التابعة للحكومة التركية صورا لمدارس في عفرين معلقة عليها العلم التركي، كما يظهر في الصور أطفال يحملون العلم التركي في أيديهم وصورا لأردوغان على جدران المدرسة مع عبارة “لم نترك أبدا أي مظلوم في مخالب ظالم”.
وفي خبرها بعنوان “تطهير عفرين من الإرهاب وعودة الطلاب إلى المدارس” ذكرت الوكالة أن المدرسة التي عليها علم تركيا تقع في قرية الجاويز على بعد 5 كيلومترات من مركز عفرين، كما تظهر في الصور أشخاصا يوجهون الأطفال للتلويح بالعلم التركي.
وأوضحت الوكالة في خبرها أنه يتم إجبار الأطفال على تعلم الكردية بدلا من العربية.
إلا أن المعلومات المتوافرة تشير إلى اعتماد التعليم متعدد اللغات داخل الإقليم الذي يقع ضمن اتحاد شمال سوريا الديمقراطي، وتخضع منطقة عفرين التي تعد جزءا من الإقليم بالإضافة إلى منطقة الشهباء لهذا النهج.
وتتناول المادة الرابعة من الاتفاقية المجتمعية للاتحاد هذا الأمر، حيث تنص المادة على المساواة بين جميع اللغات داخل الاتحاد في شتى مجالات الحياة المجتمعية مثل الثقافية والتعليمية والاجتماعية وتنسيق كل مجتمع ثقافي حياته بلغته.
وتنص المادة الرابعة والثلاثين من الاتفاقية على مجانية التعليم في كل مراحله وكونه إجباريا في المرحلتين الابتدائية والإعدادية.
الإجراء نفسه في جرابلس
قبيل عملية عفرين طبقت تركيا اجراءا مشابها في جرابلس التي دخلتها ضمن عملية “درع الفرات” ولاتزال تسيطر عليها حاليا، حيث تحاط مدرسة أحمد سليم مولا الثانوية في جرابلس بالأعلام التركية وقام مسؤولون حكوميون أتراك ورؤساء بلديات تابعون لحزب العدالة والتنمية الحاكم بزيارة المدينة.
يُذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن أن الوجود التركي في عفرين ليس عملية احتلالية واصفا الاستيلاء على المدينة بـ “الفتح”.
وعلى صعيد آخر تداولت وسائل الإعلام الدولية صورًا تظهر قيام أفراد الجيش السوري الحر بأعمال نهب في المدينة، ومن جهتها أعلنت تركيا أنها ستفتح تحقيقا حول الموضوع.