أنقرة (زمان التركية) – وصف برلماني تركي معارض عن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، دخول تركيا منطقة عفرين بالخطأ الفادح، مؤكدًا ان أنقرة قدمت تنازلات لروسيا.
وأوضح النائب عن حزب الشعوب الديموقراطي محمد فرات أن تركيا بدخولها إلى عفرين أدخلت نفسها في طريق مسدود مفيدًا أنها لم تحقق انتصارًا ولن تستطيع الصمود هناك.
وأضاف فرات النائب عن مدينة مرسين دنجير مير أنه من السهل الاستيلاء على مكان، ولكن الأصعب منه حل المشاكل القائمة هناك مشيرًا إلى أن قضية عفرين أشبه بهذا وأن تركيا لن تستطيع الصمود فيها.
تطرق فرات أيضا إلى دخول الجيش التركي عفرين برفقة قوات الجيش السوري الحر وجماعات تابعة له.
وفي جزء من خطاب النائب الكردي الذي ألقاه في بلاد ما بين النهرين تطرق فرات إلى مشروع الشرق الأوسط الكبير، حيث ذكر فرات أنه في إطار ذلك المشروع حدث الربيع العربي في منطقة الشرق الأوسط واندلعت المواجهات في سوريا مفيدا أنه على الرغم من عدم دعم تركيا تلك المواجهات بصورة مباشرة فإنها دعمت الجماعات الإسلامية هناك أو على الأقل تجاهلت عملية تسليحها مما أسفر عن استقبالها 3 ملايين لاجيء سوري.
وشدد فرات في خطابه على أن سوريا دمرت بالكامل، وفي حال إقرار السلام بها فإن استرجاع قواها مرة أخرى سيكون أمرًا صعبًا.
تركيا قدمت رشاوي لإصلاح علاقاتها مع روسيا
أضاف فرات أن الدول تصارعت فيما بينها لإيقاف المواجهات المندلعة في سوريا غير أن تركيا قررت التزام الحيادية في هذا الوضع مفيدا أنه في تلك الأثناء شاركت أمريكا وروسيا وإيران في العملية في سوريا لدوافع سياسية وعسكرية.
وذكر فرات أن تركيا أدركت بعد فترة أنه تم إقصائها من مشروع الشرق الأوسط وخلال التدخلات التي تمت لاحقا لم تسمح روسيا وإيران وأمريكا بتدخل تركيا مؤكدا أنه على الرغم من رغبة روسيا في الإيقاع بين تركيا وأمريكا وإبعادها عن حلف الناتو وخلق تشكيل جديد في الشرق الأوسط لم تفلح في هذا الأمر.
وأوضح فرات أنه خلال تلك الفترة أسقطت تركيا مقاتلة روسية مما أسفر عن توترات بين البلدين وبناء على هذا قدمت تركيا تنازلات لروسيا من أجل إصلاح العلاقات معها وإكمال المشاريع العملاقة مثل إقامة خط الغاز الطبيعي وإقامة محطة للطاقة النووية في أكووا التركية.
أفاد فرات أيضا أن تركيا شنت عملية درع الفرات في المنطقة الروسية بناء على اتفاقات محددة مع روسيا وذلك كي تتمكن من التدخل في سوريا وأحكمت تركيا السيطرة عسكريا على مساحة ألفي كيلومتر مربع، مشيرا إلى تنفيذها مؤخرا مشروع عفرين.
وأشار فرات إلى سحب روسيا جنودها من مناطق محددة هناك قبل انطلاق مشروع عفرين وفتح روسيا المجال الجوي السوري وتأمينه كي تنفذ تركيا غاراتها الجوية.
تركيا لن تصمد في عفرين
وزعم فرات أن تركيا بدخولها عفرين تسعى للمشاركة في معادلة الشرق الأوسط مؤكدًا على وجود لعبة كبيرة تُحاك هناك وأن روسيا وأمريكا لم تدعما تولي تركيا دورًا كهذا وشجعوا على دخولها لمستنقع سوريا كي يتمكنوا إحكام قبضتهم عليها بطريقة ما.
ووصف البرلماني عن حزب الشعوب الديموقراطي دخول تركيا إلى عفرين بالخطأ الكبير قائلاً: “عفرين منطقة صغيرة. المسافة بين عفرين والحدود التركية 30 كيلومتر، وعلى الرغم من كون الجيش التركي ثاني أكبر جيش بحلف الناتو فإن دخوله عفرين في مدة تجاوزت الشهرين لا يمكن اعتباره انتصارًا. مفيدًا أن الاستيلاء على مكان أمر سهل ولكن حل مشاكله أمر أكثر صعوبة، والوضع في عفرين يشبه هذا. تركيا لن تصمد في عفرين”.
ليس من صالح تركيا المخاطرة هكذا
شدد النائب البرلماني على أن تركيا ستصطدم بالجنود الروس والسوريين في حال تقدمها أكثر في منطقة عفرين مفيدا أن تركيا ستحاول التقدم صوب منبج نظرا لأنها لن تتمكن من التقدم صوب الجنوب.
وأوضح أن التصريحات الأخيرة للسلطة في تركيا تؤكد هذا، مشيرًا إلى معارضة الولايات المتحدة للعملية التركية منذ البداية وتشديدها على التصدي لأي تدخل عسكري تركي في المناطق التي تسيطر عليها وحمايتها تلك المناطق ضد تركيا.
وأكد فرات أنه ليس من صالح تركيا المخاطرة هكذا وأن تركيا بدخولها إلى عفرين أدخلت نفسها في طريق مسدود مفيدًا أن تركيا لن تنجح في أي عملية بالعراق.
سبب التزام أمريكا الصمت تجاه العملية
أشار النائب المعارض فرات إلى سعي تركيا لاحقًا للانضمام إلى القوى المؤثرة بالشرق الأوسط من خلال عملية عفرين لعدم توليها عملية عسكرية في سوريا لصالح الولايات المتحدة على الرغم من كل الدعوات التي تلقتها في بادئ الأمر مفيدًا أنه عندما لم تشارك تركيا بصفوف اللاعبين أصبحت البطاقة التي يوزعها اللاعبون.
وأوضح فرات أن الاجتماعات السرية والخيارات الاستراتيجية تعكس إقصاء تركيا من اللعبة وأنها لن تشارك على طاولة اللعب، مرجعا سبب التزام أمريكا الصمت تجاه العملية العسكرية في عفرين إلى عدم وجود مطالب لأمريكا في تلك المنطقة.
وأفاد فرات أن لأمريكا مطالب في منطقة القامشلي نظرا لاحتوائها على الغاز الطبيعي والنفط، مؤكدا أن تركيا لن تحظى بأي نصيب في سوريا مثلما لم تحظى بأي نصيب في تشكيل الشرق الأوسط.
هذا وشدد فرات على أن احتلال مكان ما يختلف تماما عن البقاء فيه.