برلبن (زمان التركية) لا شك أن المرأة تملك طبيعة حسّاسة ورقيقة تجعلها تتأثّر بأي وضع أو موقف مؤلم ما يثير عواطفها ويدفعها إلى البكاء بشكل أسرع وأسهل من الرجل.
“الرجال لا يبكون”، عبارة رنت في أذاننا منذ الصغر، حتى أصبحت قاعدة راسخة في عقولنا، وأصبح الحق في البكاء مسموحًا به فقط للنساء والأطفال، بينما على الرجال البحث عن طريقة أخرى للتعبير عن مشاعر الحزن والأسى بعيداً عن البكاء، حسب ما ذكرت مجلة “حياتك”.
لكن الحقيقة العلمية هي إن عملية البكاء تخضع لتأثير هرمون في الجسم هو هرمون “البرولاكتين”، المسؤول عن تدفق الدموع.
وهذا الهرمون متوفر بغزارة في جسم المرأة، وهو نفسه السبب في مقاومة الرجال للبكاء، لأن نسبة إنتاجه في أجسامهم تبقى ضئيلة إذا ما قورنت بالنساء، إلى جانب أن لديهم غدداً دمعية أقل بنسبة 60 % من تلك الموجودة في جسم المرأة. لذا فالرجل لا يبكي كثيرًا لأنه لا يملك الكثير من الدموع.
وعلى الرغم من البنية الغددية والهرمونية للرجال والتي تحميهم من البكاء، إلا أن هناك مواقف عديدة لا يستطيعون فيها مقاومة عاطفتهم، فتكون أقوى من مقاومة أجسامهم، كفقدان عزيز، فتجد الرجل يبكي بغزارة وألم متجاهلاً الناس حوله، وغالباً ما ينسى الرجال تلك اللحظات لأنها تعتبر أليمة بالنسبة إليهم، وعقلهم الباطني يقوم بالتخلص منها بصورة تلقائية.
كما أقام باحثون من جامعة “تلبرج” الهولندية دراسةً جديدة للتأكيد أن المرأة تبكي 64 مرّة سنوياً مقابل 17 مرة للرجل.
ويعود السبب الأساسي، حسب الدراسة، إلى الإختلاف بين الجنسين خصوصاً بسبب ميل النساء إلى مشاهدة الأفلام الرومنسية أو الحزينة ممّا يؤثر على نفسيتهن وعواطفهن بشكل كبير.
وقامت الدراسة على توجيه مجموعة من الأسئلة إلى أكثر من خمسة آلاف شخص في 37 دولة حول استجاباتهم العاطفية لمختلف المواقف، وأظهرت إجابات المشتركين من الرجال أن 66% منهم بكوا لمدة لا تصل إلى خمس دقائق و24% بكوا لمدة تتراوح ما بين 6 و15 دقيقة، أما النساء فبكت 43% منهن لأقل من خمس دقائق و38% لمدة تتراوح ما بين 6 و15 دقيقة، بينما ذرفت 11% من النساء الدموع لمدة أطول تراوحت ما بين 16 و30 دقيقة، مقابل 5% من الرجال.
وبيّنت الدراسة أن المرأة تبكي لمدة أطول من الرجل، فهي تبكي لمدة 6 دقائق بينما يستمرّ بكاء الرجل إلى ثلاث دقائق بالنسبة للرجل. أمّا ما يجب أن نسلّط الضوء عليه هو أنه ووفقاً لبعض الدراسات أن سبب تأثر المرأة وبكائها المستمر لا يرجع فقط إلى طبيعتها الفيزيولوجية بل أيضاً لعوامل طبيعية.
من جانب آخر، يشجع علماء النفس الرجال على البكاء، باعتباره صفة فطرية وفيزيولوجية تحرر الإنسان من المشاعر الحزينة والسلبية، وتشعره براحة كبيرة، سواء على المستوى الجسدي أو النفسي. وهم يرون إن اعتبار بكاء الرجل ضعف ونقص في رجولته، ظلم سافر يُمارسه المجتمع في حق الرجال، ويمنعهم من الترويحِ عن أنفسهم، ويعطي الحق فقط للنساء والأطفال.