عفرين (زمان التركية)ــ كشف (المرصد السوري لحقوق الإنسان)، الذي يراقب مجريات الحرب السورية على الأرض منذ اندلاعها في 2011، أن قتالاً اندلع بين فصيليين في “الجيش السوري الحر” شاركا في عملية “غصن الزيتون” العسكرية، التي تقودها تركيا وأسفرت عن السيطرة الأسبوع الماضي على منطقة تل عفرين ذات الغالبية الكردية شمال سوريا.
وأوضح المرصد أن القتال وقع بين فصيل “أحرار الشرقية” و”فرقة الحمزات” في مدينة عفرين.
وقال المرصد إن الاقتتال وقع “إثر اتهام أحرار الشرقية لفرقة الحمزات بتنفيذ عمليات السرقة في مدينة عفرين، بناء على أوامر من جهات غربية، لتشويه عملية غصن الزيتون”.
وذكر المرصد أن “الحمزات” كانت من الفرق المقربة من قوات سوريا الديمقراطية سابقاً وكانت مدعومة أمريكياً، قبل انضمامها إلى الجيش الحر المدعوم من تركيا.
وقال إن الاشتباكات “تسببت بمصرع 3 مقاتلين من أحرار الشرقية أحدهم قيادي، بالإضافة لـ 3 آخرين من فرقة الحمزات، كما سقط عدد من الجرحى، فيما وصلت توجيهات إلى أحرار الشرقية من القيادة العسكرية التركية لعملية غصن الزيتون، باعتقال عناصر فرقة الحمزات، حيث اعتقل فصيل أحرار الشرقية 130 على الأقل من عناصر فرقة الحمزات، فيما توسعت الاشتباكات لتمتد لمواقع تواجد الفصيلين في كل من الراعي والباب، حيث جرت اشتباكات وهجمات متبادلة بني الطرفين قضى فيها مقاتل من أحرار الشرقية بالراعي، فيما وردت معلومات عن استشهاد مدني، جراء إصابته خلال الاقتتال في المدينة الواقعة في الريف الشمالي الشرقي لحلب”.
وقال المرصد أن عمليات النهب والسرقات “لم ينفذها إلا قلة من مقاتلي الفصائل”، وطالت “المواد الغذائية والسيارات والآليات الزراعية والأجهزة الإلكترونية ومولدات الكهرباء والممتلكات العامة والخاصة في المدينة”.
إلا أن (مركز راصد الشمال السوري) الذي يراقبة الأحداث في شمالي سوريا الواقعة تحت سيطرة القوى المختلفة، اتهم في بيان الفصيلين بالاشتراك في السرقات، وقال ان المواجهات اندلعت بينهما “بعد أن بدأ عناصر من أحرار الشرقية بنقل محتويات مستودع كان يتشارك على إدارته الطرفان، ويحوي المستودع مسروقات كان قد تم ضبطها سابقاً بينها سيارات وبراميل وقود، ويقع بين دوار كاوا وشارع الفيلات في مدينة عفرين”.
وأضاف أن “المواجهات توقفت بعد أن تدخل قادة من الجبهة الشامية المشاركة أيضاً في عملية غصن الزيتون لحل الخلاف بين الطرفين ، وذلك بعد أن استولى مقاتلو (أحرار الشرقية) على عدة مقار لفرقة الحمزة في مدينة عفرين”.
وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعى صوراً لاتفاق وقف الاشتباكات بين الفصيلين، وقد ظهر توقيع جنرال من الجيش التركي، يدعى “اللواء مصطفى” على الاتفاق الموقع أمس بتاريخ 25 مارس/ أذار.
وكانت بعض وسائل الإعلام العالمية قد تداولت صورًا ومقاطع فيديو عن أعمال السرقة والنهب التي تعرضت لها بيوت المدنيين في مركز مدينة عفرين التي تم السيطرة عليها الأحد الماضي من قبل قوات “غصن الزيتون” المشتركة.
من جانبها أقرت تركيا بوقوع عمليات نهب وسرقات على يد فصائل من الجيش السوري الحر المشاركة في عملية السيطرة على عفرين.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أحد خطاباته “هناك فكرة الحصول على (غنائم) عند بعض المجموعات. ولكن تدخلنا على الفور. واتخذنا التدابير اللازمة”.
وفي وقت سابق كان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين علق على الأنباء حول عمليات النهب في عفرين، بالقول: “قد تكون بعض المجموعات قاموا بتلك الأفعال بشكل مخالف للأوامر”.