(زمان التركية)ــ استعرض تقرير أعده موقع “المونيتور” الأمريكي أسباب “الصمت التركي” على مشاركة قطر مع غريمتها قبرص اليونانية في أعمال التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، رغم تنديدات تركيا بالشركات الأجنبية التي تعمل مع قبرص اليونانية.
وبحسب التقرير هناك تعاون مشترك بين شركة الطاقة الأمريكية “إكسون موبيل” وشركة “قطر للبترول” المملوكة للحكومة، والتي حصلت العام الماضي على ترخيص في “بلوك 10” في المنطقة الاقتصادية الخالصة التي أعلنت عنها قبرص اليونانية.
لكن القادة في تركيا تجنبوا بحسب الموقع ذكر شركة قطر للبترول، أثناء توجيه تحذيرات إلى الشركات والبلاد المشاركة في مشاريع استكشاف الغاز القبرصي اليوناني.
إلا أن وزير الطاقة والموارد الطبيعية برات ألبيراق كان قد أبدى انزعاجه من اشتراك قطر في عمليات التنقيب بسواحل قبرص اليونانية، رغم أن تركيا التي أبدت اعتراضها على تلك الأنشطة هي الداعم المهم والوحيد لقطر في المنطقة في الوقت الحالي.
وقال برات ألبيراق وهو صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه من المحزن أن تكون قطر من بين الدول المنقبة عن البترول في سواحل قبرص بالرغم من الاعتراضات التركية.
وأضاف “الأمر الذي يدهشنا هو وجود قطر بين تلك الشركات. بوضوح، تفاجأت عندما سمعت ذلك. فوجود قطر ضمن مشروعات غير واقعية من الناحية الاقتصادية والسياسية لا يدهشنا فحسب، بل يُحزننا أيضا في الوقت نفسه”.
ومنعت السفن الحربية التركية في شباط/ فبراير الماضي أعمال تنقيب كانت تقوم بها شركتا “إيني” الإيطالية” و”توتال” الفرنسية منذ يوليو/ تموز الماضي للتنقيب عن الغاز الطبيعي في مياه المنطقة الاقتصادية القبرصية.
وقبرص العضو في الاتحاد الأوروبي مقسمة منذ اجتياح تركيا للشطر الشمالي من الجزيرة عام 1974، وتحتل تركيا الجزء الشمالي منها.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حذر الشركات النفطية العالمية بأن “لا تتخطى الحدود” في شرق المتوسط معتبرا أنه يدافع بذلك عن الحقوق القبرصية الشمالية التركية في الموارد الطبيعية للجزيرة.
ورأى عزيز كونوكمان، أستاذ الاقتصاد في جامعة غازي في أنقرة ، فيرى أن توقعات الحكومة التركية بشأن الدعم المالي من قطر هي سبب صمتها، حيث قال كونوكمان لموقع “المونيتور”: “ثمن السكوت سيُجمع بطريقة أو بأخرى من الأمير القطري”.
وفي هذا الصدد، شدد الخبير الاقتصادي على أن قطر تعد من البلدان التي نمت استثماراتها المباشرة بشكل أكبر في تركيا في ظل حكم حزب العدالة والتنمية، مضيفا: “لقد تولى المقاولون المقربون من أردوغان والحكومة مشاريع بمليارات الدولارات في قطر، ودخلت الشركات القطرية في شراكة مع رجال أعمال مقربين من أردوغان”.
كما أشار كونوكمان إلى سيطرة قطر على القطاع المصرفي والإعلام في تركيا، وإلى أن الاستثمارات القطرية في مختلف القطاعات في تركيا تتجاوز 19 مليار دولار.
يذكر أن قطر رفضت الاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية رغم طلب تركيا، وفي عام 2006 أقامت علاقات دبلوماسية مع قبرص اليونانية وسمحت لها بفتح سفارة في الدوحة، ولا يزال أردوغان وحزب العدالة والتنمية صامتين في هذا الشأن.
واختتم الموقع تقريره بالحديث عن معاناة الاقتصاد التركي، الذي تكبد خسائر هائلة، وسط التوترات السياسية مع الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول، بالإضافة إلى تمويل أكثر من 3.5 مليون لاجئ سوري، والعمليات العسكرية في شمال سوريا، وغيرها من النفقات.