أنقرة (زمان التركية) – اعتبرت صحيفة فاينانشال تايمز الإنجليزية أن الإعلام التركي تلقى ضربة عنيفة ببيع مجموعة دوغان إلى مجموعة دمير أورين، بعد أن باتت غالبيته الصحف والقنوات التلفزيونية موالية للحزب الحاكم.
وفي خبرها بعنوان “ملك الإعلام التركي يوافق على بيع جيشه الإعلامي لحليف أردوغان” وصفت الصحيفة الأمر باللحظة التاريخية للإعلام التركي مفيدة أن الفترة الحالية فترة صعبة والجميع حزين غير أن الناس كانوا يدركون أن هذا الأمر لا مفر منه.
“كانت توالي الحكومة أحياناً وتتصرف بحذر”
وأكدت مصادر داخل مجموعة دوغان توصلت إليها بي بي سي التركية حصول اتفاق بشأن البيع.
ومن المنتظر أن تدلي بورصة القيم المنقولة بتصريح حول عملية البيع، إذ تضم مجموعة دوغان عددًا من المؤسسات مثل صحيفتي حريت وبوسطه وقناتي “د” وسي إن إن التركية ومجموعة مجلات مثل دوغان وبوردا.
وأشارت الصحيفة في خبرها إلى وقوع هذا التطور خلال الفترة التي تتبع فيه المؤسسات الإعلامية مسارًا عنيفًا موالياً للحكومة، مفيدة أنه عقب المحاولة الانقلابية الغاشمة صادرت السلطات التركية الصحافة المعارضة المحدودة بالفعل وألقت بأكثر من مائة صحفي خلف القضبان.
وذكرت الصحيفة الإنجليزية أن دوغان على خلاف مع أردوغان منذ فترة طويلة غير أن المجموعة كانت تتبع مسار نشر موال للحكومة أحيانا وكانت تتصرف بحذر نظرا لتعرض المجموعة الإعلامية والشركة القابضة لضغوط شديدة من الحكومة خلال السنوات الأخيرة مؤكدة أن بيع المجموعة الإعلامية تعني رحيل أحد القيادات الإعلامية الحرة المحدودة التي لا تُعد ضمن الحلقة المقربة لأردوغان.
“نهاية حقبة”
نقلت الصحيفة في خبرها عن أندرو فينكل، المدافع عن حرية الصحافة والصحفي الذي عمل لصالح مجموعة دوغان في التسعينات من القرن الماضي والألفية الجديدة، قوله إن مجموعة دوغان كانت إحدى المجموعات القليلة المتبقية من الأيام الخوالي، ووصف هذا التطور بـ”بنهاية حقبة”.
وأضافت الصحيفة أن أيدين دوغان (82 عاما) اتهُم بدعم عملية الانقلاب الحديث الواقع في 28 فبراير/ شباط ووجه إليه أردوغان أثناء فترة توليه منصب رئيس الوزرا، انتقادات عنيفة بحجة انتمائه للجانب المعارض للحكومة، مشيرة إلى فرض السلطات التركية غرامة ضريبية بقيمة 4.2 مليار ليرة على مجموعة دوغان في عام 2009.
وفي تلك الفترة رفض أيدين دوغان اتهامات التهرب الضريبي الموجهة إليه وزعم أن الأمر برمته “سياسي” مفيدة أن صحفيين وكتاب من قناة سي إن إن التركية وصحيفة حريت التابعتين لمجموعة دوغان فقدوا شعبيتهم أو فصلوا من عملهم بسبب نهجهم المنتقد للحكومة.
تجدر الإشارة إلى أن أسهم مجموعة دوغان ارتفعت بنسبة 17 في المائة عقب إعلان بيعها.
ويدور الحديث عن احتمالية شراء مجموعة دمير أورين لمجموعة دوغان بشراكة مع شريك أخر.
يُذكر أنه في عام 2011 أقدم رجل الأعمال أردوغان دمير أورين على شراء صحيفتي ميلليت ووطن مقابل 74 مليون دولار.