محمد أبو سبحة
برلين (زمان التركية)ــ يصر المسؤولين الأتراك على أن هناك اتفاقًا مع الأدارة الإمريكية حول مغادرة المسلحين الأكراد منبج السورية، وأنه حتي مع مغادرة ريكس تيلرسون منصبه فلن يتأثر الإتفاق بذلك، بينما الزيارة الأخيرة التي قام بها وفد أمريكي إلى منبج والتعهد من هناك برد أمريكي على أي تهديد تركي للأكراد يؤكد عكس ما يصرح به المسسؤولين الأتراك.
وزار أمس الأول الإثنين وفد من الخارجية الأمريكية مدينة منبج بشمال سوريا وأجروا لقاءات بمسؤولي الادارة الذاتية الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية.
وأكد الوفد خلال الزيارة التي جائت بعد يوم من سيطرة قوات “غصن الزيتون” على عفرين أن أمريكا ستفي بكل وعودها لقوات سوريا الديمقراطية ومجلس منبج العسكري بحماية المدينة والدفاع عنها من أي هجمات تركية محتملة .
ومع بداية حصار القوات التركية لمدينة عفرين نزح العديد من الأكراد نحو منبج التي تخضع لسيطرة قوات سوريا الديموقراطية.
وتأتي هذه التصريحات من الجانب الأمريكي في الوقت الذي قال مسئولون أتراك إن تركيا تنتظر من الولايات المتحدة تنفيذ اتفاق مدينة منبج السورية.
وأرجئ لقاء كان من المقرر عقده في 19 مارس/ آذار الجاري بين أنقرة وواشنطن لبحث قضية منبج السورية بسبب إقالة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون.
وأعلن عن ذلك وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحفي مشترك في موسكو مع نظيره الروسي سيرجي لافروف الأسبوع الماضي، وقال أيضًا في وقت سابق أن مثل هذه الاتفاق لا تتغير بتغيير المسئولين.
وكان من المقرر أن يرتكز اللقاء بمشاركة تيلرسون ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو على كيفية إقرار النظام في منبج بعد اتفاق على انسحاب القوات الكردية من منبج.
وقبل إقالة نظيرة الأمريكي أعلن جاويش أوغلو أن وحدات حماية الشعب الكردية ستُسحب من منبج وستُجرد من الأسلحة التي في حوزتهم مشيرًا إلى أن تركيا وأمريكا ستقران الأمن بالمدينة عقب انسحاب القوات الكردية منها. وذلك تنفيذا لقرارات اللقاءات التي جمعت تيليرسون مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو بداية من 23 فبراير/ شباط الماضي في أنقرة لتوحيد المواقف تجاه الأزمة السورية، وكان آخرها زيارة الوزير التركي ووفد مرافق له إلى واشنطن في 9 مارس/أذار الجاري.
إلا أن الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت نفت يوم الخميس الماضي وجود أي تفاهمات بين واشنطن وأنقرة قائلة إنه “ليس لدينا تفاهم مع تركيا حول منبج، وأن مباحثاتنا لا تزال مستمرة يبين ضرورة أن يتخذ بومبيو قرارًا جادًا وحقيقيًا للغاية حول أكراد سورية بمجرد بدئه تولي مهام منصبه”.
هذا وتهدد تركيا بأن تقوم بتنفيذ عملية عسكرية ضد مدينة منبج السورية التي حررتها قوات سوريا الديمقراطية من يد تنظيم داعش بدعم وتعاون من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، وذلك بعد سيطرتها على مدينة عفرين.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، صرح قبل دخول قواته عفرين، بأن هدف تركيا التالي بعد السيطرة على عفرين التقدم نحو منبج، شرقي عفرين، حيث تتمركز القوات الأميريكية، ويسيطر الأكراد السوريين على منطق شرقي نهر الفرات، بمجرد استكمال الهجوم على عفرين.
وقال الرئيس التركي “نحن اليوم في عفرين، وغدًا نتجه إلى منبج. وبعد غد سنصل إلى شرق الفرات للقضاء على الإرهابيين حتى الحدود العراقية”.