أنقرة (زمان التركية) – أرسل زعيم أحد أكبر عصابات المافيا التركية سدات بكر دروعًا فولاذية واقية لقوات الجيش السوري الحر المشاركة في عملية “غصن الزيتون” العسكرية في الشمال السوري.
كشف الستار عن عملية تسليم المافيا التركية الدروع الواقية لعناصر الجيش السوري الحر، من خلال مقطع فيديو نشره جندي على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي.
وشكر الجندي في مقطع الفيديو سدات بكر لإرساله الدروع الواقية، زاعمًا أن الجيش التركي والجيش السوري الحر كتبا أسطورة خلال عملية عفرين.
بينما قال سدات بكر في بيان مكتوب: “أرسلنا دروعًا واقية للجيش السوري الحر، عند اجتماعنا بإخوتنا المجاهدين الذين وصلوا إلى المنطقة للقتال في سوريا، من أجل منع سقوط المزيد من الشهداء في صفوفهم”.
وأضاف بكر أنهم سيدعمون رموز الدولة المدافعين عن صناعة السلاح الوطني في كل المجالات، وعلى رأسهم الرئيس أردوغان، وتابع: “علينا أن نقوم بعمل لوبي من أجل توفير المزيد من الدعم المادي اللازم من الميزانية لصناعة أسلحة وطنية. وإن لم نتمكن من القيام بذلك في أقرب وقت ممكن، لن نكون قادرين على توفير حياة آمنة لأولادنا وأحفادنا في تلك المنطقة”.
يذكر أن سدات بكر نظم في وقت سابق، مؤتمرًا جماهيريًا في مدينة “ريزه” لدعم رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية في عام 2015.
وأكد بكر في كلمته أنه يعمل لصالح النظام، وهدد منظمة حزب العمال الكردستاني، التي تصفها الحكومة التركية بـ “الإرهابية”، وكلا من ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول التي زعم أنها داعمة للمنظمة، قائلاً “سنريق دماءهم أنهارًا، وكأنما تتقطع شرايين العالم بأسره، ولن ننظر إليهم بعين الرحمة أو الشفقة، وعندها سيعرفوننا جيدا”، بحسب قوله.
وقال بكر في كلمته أنه يدعم أردوغان لكونه زعيم البلاد وليس لكونه جاره وابن مدينته ريزه، زاعماً أن ألمانيا لها يد فيما تتعرض له تركيا في الآونة الأخيرة.
وكان من اللافت حرص بكر على تعليق صورة له مع الرئيس أردوغان في مدخل ساحة المؤتمر، الذي نظمه في أكبر ميادين مدينة ريزا مسقط رأس أردوغان.
من هو سدات بكر؟
تردد اسم سدات بكر بسبب القضية التي رُفعت ضده في سبتمبر/ آيلول عام 1998 والمطالبة بحبسه حتى سبعة أعوام ونصف. وخلال القضية التي حُكم فيها بتهمة تشكيل عصابة برفقة 12 متهما تم إخلاء سبيله في الرابع والعشرين من مارس/آذار عام 1999 بعد قضائه ثمانية أشهر و29 يوما في السجن.
وفي ختام القضية التي نظرتها الدائرة التاسعة للمحكمة الجنائية في إسطنبول في الحادي والثلاثين من يناير/ كانون الثاني عام 2007 قضت المحكمة بحبسه 14 عاما وخمسة أشهر و10 أيام بتهم “تشكيل وإدارة تنظيم إجرامي بهدف التربّح” و”تجريدهم من حريتهم” و”تزوير الأوراق”، غير أن الدائرة الحادية والعشرين للمحكمة الجنائية قامت بتخفيض العقوبة إلى 5 سنوات وإخلاء سبيله، آخذة في عين الاعتبار فترة الاعتقال الطويلة التي قضاها في السجن. كما تمت محاكمة بكر في قضية أرجنكون بتهمة “تشكيل تنظيم إرهابي مسلح”.
وفي الخامس من أغسطس عام 2013 قضت الدائرة الثالثة عشرة للمحكمة الجنائية في إسطنبول بحبس بكر 10 سنوات في قضية أرجنكون. وفي العاشر من مارس/آذار عام 2014 تم إخلاء سبيله بسبب تغيير القانون الخاص بأحكام المحاكم الخاصة وتنفيذا للائحة نظرا لتجاوز فترة حبسه 5 سنوات.
يُذكر أن بكر نشر بيانا مضادا لعريضة “أكاديميون من أجل السلام” التي نُشرت في العاشر من يناير/ كانون الثاني عام 2016 لانتقاد عودة الحكومة إلى العمليات الأمنية والعسكرية ضد حزب العمال الكردستاني بعد أكثر من 3 سنوات من التفاوض بين الطرفين للتوصل إلى تسوية. واستخدم بكر خلال البيان أسلوبًا تهديديًّا ولغة كراهية كما توعّد الأكاديميين بالموت.
وفي اليوم نفسه وجه حزبا الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي الكردي وجمعية الحقوقيين الأحرار والعديد من الصحفيين انتقادات لبكر على خلفية تهديده الأكاديميين خلال البيان بقوله “سنسيل دماءكم وسنغتسل بها”.