أنقرة (زمان التركية) ربط الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السيطرة الكاملة للجيش التركي على مدينة عفرين اليوم السبت، بنصر معركة “جناق قلعة” التي انتصر فيها العثمانيون على الإنجليز.
وفي خطاب له بالذكرى 103 لعلمية “جناق قلعة” العسكرية اليوم، الأحد 18 مارس/ آذار، قال أردوغان إنه “مثلما خاض الشعب التركي نضالًا بعزيمة وإيمان بالأمس في جناق قلعة، فإننا اليوم أيضًا نناضل بنفس الشكل داخل حدودنا وخارجها”.
وتمكنت القوات التركية وقوات الجيش السوري الحر الأحد من السيطرة على مركز مدينة عفرين في اليوم 58 من عملية غصن الزيتون التي انطلقت يوم 20 يناير/ كانون الثاني لاستهداف عناصر تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي.
عقب دخول قوات الجيش السوري الحر إلى مدينة عفرين شمال سوريا وإعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السيطرة على المدينة تم تدمير تمثال كاوه الحداد. وتسببت صور التمثال المحطم المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي في موجة كبيرة من الاعتراضات.
و كاوه الحداد بطل كردي أسطوري أنهى ظلماً تعرض له الأكراد على يد ملك فارسي يدعى أزديهاك.
وكان عدد كبير من الأكراد القادمين من شرق الأناضول من أراضي السورية قد استشهدوا في معركة جناق قلعة بجانب الجنود الأتراك.
ومازالت أسماء هؤلاء الأكراد منقوشة في النصب التذكاري في منطقة جناق قلعة.
وأضاف أردوغان “حررنا عفرين دون أن ينزف أنف مدني واحد، ونستلهم في معركة عفرين بطولات جناق قلعة”.
وتابع الرئيس التركي أنه “في الماضي منع جيشنا قوات الحلفاء من العبور من مضيق الدردنيل واليوم استطاع جيشنا أن يطهر عفرين من الإرهابيين على حد تعبيره.
وأوضح أن تركيا لم تقدم على أي خطوة في عفرين من شأنها أن تلحق أقل أذى بالمدنيين، لأنها لم نتجه إلى هناك للاحتلال، وإنما للقضاء على “المجموعات الإرهابية فحسب”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال في وقت سابق إنه يشعر باقتراب ما سماه “الفتح” و”البشرى” في “معركة عفرين” التي يقودها الجيش التركي بالتعاون مع الجيش السوري الحر ضد وحدات حماية الشعب الكردية في الشمال السوري.
وقال الرئيس أردوغان في كلمة ألقاها في حفل تشييع جنازة الملازم “محمد كير” بمدينة أرضروم شرق تركيا: “أرجو الله أن يحقق لنا الفتح في معركة عفرين في أقرب وقت، لأنه يبشر لنا بذلك”، في إشارة منه إلى الآية الكريمة (نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) من سورة صف!
وأضاف أردوغان في كلمته التي ألقاها بمناسبة استشهاد الملازم محمد كير أثناء قتاله في عفرين قائلاً: “إنني أقول يا ربّ حقق لنا فتحًا قريبًا في مكافحة الإرهاب، خاصة في معركة عفرين. ذلك لأنه يبشرنا بذلك. وأعتقد أن هذه البشرى قد اقترب موعد تحققها إن شاء الله”، على حد قوله.
وشنت قوات بريطانية فرنسية حملة عسكرية مشتركة على مضيق “غاليبولي” أو “الدردنيل”، ما بين عامي 1914 و1915، بهدف السيطرة على عاصمة الدولة العثمانية اسطنبول، نظرًا لموقعها الجغرافي الاستراتيجي.
ونجح العثمانيون آنذاك بالصمود وحققوا انتصارًا أمام الحلفاء، لتصبح ذكرى يحتفل بها الأتراك في كل عام.
وبدأت تركيا عملية عسكرية تحت مسمى “غصن الزيتون” في 20 كانون الثاني الماضي، وسيطرت على مساحات واسعة من منطقة عفرين.
ونزح آلاف المدنيين خلال الأيام الماضية نحو مناطق النظام، وتوجه آخرون إلى نقاط سيطرة “الجيش الحر”، وبحسب أرقام الأمم المتحدة فإن عدد النازحين وصل إلى 48 ألفًا.
ووعد أردوغان أن تركيا ستقدم على خطوات من شأنها تأهيل المنطقة وإحيائها مجددًا عبر إعادة إنشاء البنيتين التحتية والفوقية، وقال إنها سنتيح للأهالي فرصة العودة إلى ديارهم.