ديار بكر (زمان التركية)ــ قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن مدينة ديار بكر ذات الغالبية الكردية جنوب تركيا جزء لا يتجزأ من تركيا “كمثل الإصبع والظفر”، مؤكدًا أنها سوف تسير نحو المستقبل المشرق، تاركة وراءها جميع ما عاشته من معاناة وما تعرضت لها من مظالم.
جاءت هذه الكلمات الحماسية لرئيس الجمهورية ورئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم خلال مشاركته أمس السبت في الاجتماع السادس لحزبه في مدينة ديار بكر. وزعم أردوغان أنهم اتخذوا خطوات شجاعة فيما يتعلق بتقوية العملية الديمقراطية بفرض الإصلاحات التي أنجزوها.
وقال أردوغان: “أنا بصفتي أقف بجانب كل من يتعرض لقمع أو ظلم لمجرد كونه كرديا. سنواجه ذلك سويا. أنا بجانب كل من يتعرض للتفرقة والتمييز بسبب فكره أو اعتقاده في بلدي”.
وعلق أردوغان على حالة الطوارئ المستمرة في البلاد منذ 20 شهرًا، قائلاً: “عندما جئنا إلى السلطة كحزب العدالة والتنمية، سألنا ماذا تريدون منا، كان المطلوب منا هو أن نلغي حالة الطوارئ. ولكن لا تخلطوا حالة الطوارئ في ذلك الوقت بحالة الطوارئ في الوقت الحالي. ففي تلك الفترة كان هناك سيف ديموقليس فوق جميع المواطنين. وكان أول ما قمنا بعد تولينا السلطة هو رفع حالة الطوارئ. واليوم حالة الطوارئ المفروضة نطبق فيها أقل من 5% من الصلاحيات. وليس هناك تضييق فيما يتعلق بالحقوق والحريات”.
وأعلنت الحكومة التركية حالة الطوارئ في العشرين من شهر يوليو وذلك بعد خمسة أيام من محلولة الانقلاب التي شهدتها تركيا في عام 2016.
وتواصل الحكومة التركية منذ ذلك التاريخ إدارة البلاد بحالة الطوارئ.
وحبست السلطات التركية منذ اعلان حالة الطوارئ أكثر من خمسة وخمسين ألف شخص، من بينهم 18ألف سيدة وما يقرب من 700 طفل مع أمهاتهم بتهمة الانقلاب، حسب بيانات وزارة العدل التركية.
كما اعتقل خلال هذه الفترة عدد من السياسيين منهم سياسيين الأكراد وعلى رأسهم صلاح الدين دميرتاش رئيس حزب الشعوب الديموقراطي الكردي بجانب ثمانية من نواب من حزبه.
كما اعتقل السلطات التركية أنس بربر أوغلو البرلماني من حزب الشعب الجهوري بالتهام التجسس في قضية الشاحنات الاستخبارات التركية المرسة الى التنظيمات الارهابية في سوريا.
كما اعتقل هذه الفترة بتهمة الانقلاب الأطباب والمدرسين والأكاديميين في القطاعين الخاص والعام بجانب اعتقال عشرات الصحفيين بالتهمة نفسها.
ضف إلى ذلك اغلاق عشرات القنوات الخاصة من بينها القنوات الكردية والمعارضة بجانب اغلاق الصخف التركية منها صحيفة زمان أكثر مبيعا في تركيا بتهمة الانقلاب.
وكان كمال كليجدار أوغلو اعتبر اعلان حالة الطوارئ في تركيا انقلاب حقيقي في الوقت الذي اعتبر محاولة الانقلاب المسيطر عليه.
جدير بالذكر أن تركيا شهدت العام الماضي محاولة انقلاب قتل خلالها حوالي 250 شخصًا.
واتهم الرئيس رجب طيب أردوغان والحكومة التركية حركة الخدمة بالوقوف وراء الانقلاب وقتل المواطنين الأبرياء، إلا أن الأخيرة نفت هذه التهم جملة وتفصيلا على لسان ملهم الحركة فتح الله غولن.
وطالب غولن بفتح تحقيق دولي حول الانقلاب، لكن السلطات التركية لم تستجب له حتى الآن.