برلين (زمان التركية) أثار وزير الداخلية الألماني الجديد، هورست سيهوفر وهو زعيم الحزب المحافظ “الاتحاد الاجتماعي المسيحي” المتحالف مع ميركل جدلاً الجمعة بتصريحاته حول المسلمين في ألمانيا.
وقال سيهوفر في تصريحات لصحيفة “بيلد”: “الإسلام ليس جزءًا من ألمانيا. ألمانيا طابعها مسيحي. يوم الأحد عطلة، أيام العطل مسيحية وأعياد الفصح والعنصرة والميلاد جزء منها”.
وتابع “لكن المسلمين الذي يعيشون عندنا ينتمون بالتأكيد إلى ألمانيا”، لكنه رأى أن المسلمين يجب ألا يعيشوا “على الهامش أو ضد” الألمان.
وبعد ساعات قليلة من نشر تصريحات لوزير الداخلية الألماني الجديد نأت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، بنفسها على نحو واضح عن تصريحات هورست زيهوفر في الجدل حول دور الإسلام في ألمانيا.
وقالت ميركل اليوم الجمعة (16 آذار/مارس 2018)، خلال لقائها رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفن في برلين، إن ألمانيا تتميز بشدة بالطابع المسيحي واليهودي، إلا أن هناك أيضًا أربعة ملايين مسلم يعيشون في ألمانيا حالياً. وأضافت ميركل: “هؤلاء المسلمون جزء من ألمانيا أيضا، وكذلك ديانتهم – الإسلام – جزء أيضاً من ألمانيا”. وذكرت ميركل أن بلادها تريد إسلاماً قائماً على أساس الدستور، وقالت: “يتعين علينا بذل كافة الجهود لصياغة حياة مشتركة على نحو جيد بين الأديان”.
واتهم ساسة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر وحزب “اليسار” زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري زيهوفر بأنه يريد بذلك مداهنة أنصار حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي. وقالت الرئيسة المحلية للحزب الاشتراكي الديمقراطي في ولاية بافاريا في تصريحات لمحطة “إن تي في” التلفيزيونية: “الدافع على الأرجح هو كسب ناخبات وناخبين أدلوا بأصواتهم لصالح البديل الألماني… التفوَّهُ بمثل هذه العبارة يحرض المواطنين ضد بعضهم البعض”.
وبدروه، قال رئيس الكتلة البرلمانية للبديل الألماني في برلمان ولاية سكسونيا-أنهالت، أندري بوغنبورغ، إن القول بأن “المسلمين المندمجين على نحو جيد والملتزمين بالقانون” جزء من ألمانيا لكن الإسلام ليس كذلك “رسالة جوهرية” لحزبنا، مضيفا أن تبني زيهوفر الآن لهذا القول “يؤكد صحة موقفنا”.
إلا أن وزيرة الزراعة الألمانية يوليا كلوكنر دافعت عن زيهوفر في وجه الانتقادات الموجهة إليه، داعية إلى التفريق بين انتماء المسلمين والإسلام لألمانيا، وقالت السياسية المنتمية لحزب ميركل المسيحي الديمقراطي: “التطرف والأصوليون لا ينتمون إلينا في ألمانيا. جذورنا مسيحية-يهودية، لكن بالطبع ينتمي إلينا أفراد من العقيدة الإسلامية”.