أنقرة (زمان التركية) – وصف كاتب تركي العملية العسكرية التي تنفذها تركيا جوًا وبرًا في عفرين منذ 54 يومًا، بأنها رغم كل التبريرات الحكومية لشرعنتها لا تختلف عن الاحتلال الأمريكي للعراق.
وقال الصحفي التركي أيدين أنجين في تعليق منه على ترويج السلطات التركية لشرعية العملية منذ يومها الأول تحت مزاعم ضمان أمن سكان عفرين وإحلال السلام على الحدود، أفاد أنجين أن التصريحات التركية هذه تتشابه مع دفاع الولايات المتحدة عن دخولها العراق لإقرار الديمقراطية.
وتطرق أنجين إلى الأحداث التي ستقع حال دخول القوات التركية مركز مدينة عفرين، حيث ذكر أنجين أن تكلفة تطهير مدينة عفرين التي يقطنها 600-700 ألف شخص ستكون باهظة الثمن وأن عدد الشهداء الذين ستستقبلهم تركيا سيزيد بصورة مفزعة وسيثير ذلك غضب الشعب التركي مؤكدًا أن كل الأطراف سيدفعون الثمن باهظًا غير أن الأطفال والنساء والمدنيين المقيمين داخل المدينة سيكونون أكثر المتضررين.
وأضاف أنجين أنه بإمكان أغبى سياسي رؤية أنه في ختام حرب الشوارع هذه سيُقضى على النساء والأطفال والمواطنين بقدر سيصعب إحصائه وأن المخاطرة في أمر كهذا بمثابة انتحار سياسي.
وذكر أنجين أن تركيا لم تتحمل فكرة الإدارة الديمقراطية التي شكلتها الحركة السياسية الكردية مع العرب والتركمان في كوباني وعفرين مشيرًا إلى أن هذا الأمر هو أحد أسباب بدء تركيا عمليتها العسكرية.
وأفاد أنجين أيضًا أن أردوغان ابتداء من يونيه/ حزيران عام 2015 تجاهل حل الأزمة الكردية بالطرق السلمية والاهتمام بمطالب الحركة السياسية الكردية مما أفشل مفاوضات الحل مشيرًا إلى إقصاء أردوغان كل المشاركين على طاولة المفاوضات الكردية بما في ذلك رجاله وإحلال القوميين محلهم وشرع في تحميل الأخرين مسؤولية التحالف مع الأكراد.
وأكد أنجين أن عملية عفرين هي بمثابة انعكاس لموقف القومية التركية تجاه الحركة الكردية في الشرق الأوسط أكثر من كونها عملية عسكرية على الأراضي السورية.
وأشار أنجين إلى أن عملية عفرين هي عملية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا متعددة الجوانب زاعما أن أردوغان يسعى من خلالها إلى حصد الأصوات خلال الانتخابات المقبلة وحل الأزمة الكردية بالقضاء على الحركة الكردية.
هذا وشدد أنجين أنه لم تنجح دولة أبدًا في تحقيق هذا الأمر رغم العديد من المحاولات مفيدًا أن هذا الأمر بمثابة الخطوة الأولى لمرحلة دامية ومؤلمة لتركيا وقد تشهد تركيا فترات أصعب وضعا مما هي عليه في الوقت الحاضر.