(زمان التركية)ــ تناول كاتبين اسرائيليين في تقرير بصحيفة (اسرائيل اليوم) العلاقات السعودية التركية، واعتبرا فيه أن هذه الفترة تشهد نهاية شهر العسل بين البلدين السنيين.
واستدل التقرير الذي أعده يوئيل غوجانسكي وغاليا ليندنشتراوس على زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الأخيرة إلى مصر؛ وجاء في التقرير، أن بن سلمان أجري مقابلة مع صحيفة (الشروق) المصرية “هاجم فيها تركيا. وحسب أقواله فإن تركيا هي جزء من (مثلث الشر) إلى جانب كل من إيران والتنظيمات الإسلامية المتطرفة. وحتى أن بن سلمان قد اتهم تركيا بالرغبة في إقامة الخلافة الإسلامية من جديد. وعلى الرغم من أن السفارة السعودية في أنقرة قد أوضحت أن هذه الأقوال لم توجه إلى تركيا، بل إلى “حركة الأخوان المسلمين وجماعات متطرفة أخرى”، فهي قد كشفت التوتر القائم بين الدولتين”.
وأضاف التقرير “ويأتي هذا التوتر على خلفية الدعم الذي تقدمه تركيا لقطر، وفي ظل تعاونها مع إيران وروسيا في محاولة للتوصل إلى تسوية في سوريا. فمن ناحية أنقرة، هذه التسوية هامة لكبح جماح القوات الكردية في شمال سوريا وتفادي موجة جديدة من اللاجئيين تضاف إلى 3.5 مليون لاجئ موجودون فعلاً على أراضيها. كما أن السعودية غير راضية أيضاً عن النقد اللاذع في أنقرة ضد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وكذلك عن الدعم التركي لجماعة الأخوان المسلمين. وفي ضوء البطش الذي تمارسه القاهرة ضد الحركة فإن عناصرها فقد فروا كلاجئيين سياسيين إلى اسطنبول، وهو ما أضاف المزيد من التوتر”.
وتابع “لقد كانت تركيا لاعباً رئيسياً في الهندسة الإقليمية من مدرسة محمد بن سلمان الذي أراد كبح النفوذ المتعاظم لإيران. وبوصفها دولة عظمى إقليمية سنية فإن بوسع تركيا أن تشكل وزناً معادلاً لإيران. ومع ذلك فإن التوترات الداخلية السنية تؤثر على سلوك الدول العظمى الإقليمية بما لا يقل عن الشرخ السني – الشيعي. فالسعودية ترى في ما يسمى بمحور الإخوان المسلمين – الذي يضم تركيا وقطر إلى جانب جهات أخرى – خطراً أيديولوجياً”.
وختم الكاتبان التقرير بالقول “إن الشرخ الداخلي السني يعزز، من وجهة نظر الرياض، أهمية الارتباط مع إسرائيل في مواجهة إيران. ومع ذلك هناك قيود على المدى الذي يمكن أن تصل إليه السعودية مع إسرائيل بدون التقدم في المسيرة السياسية مع الفلسطينيين.
وعلاوة على ذلك فإن السياسية الخارجية النشطة – والتي هناك من يسميها المتسرعة – التي يتبعها ولي العهد السعودي تثير ردود فعل إقليمية رافضة لها. ومن شأن قسم من هذه الردود أن يخلق تحدياً لإسرائيل، وفي مقدمتها تلك الردود القادمة من طهران وأنقرة.
ومن المشكوك فيه إذا ما كانت هناك دولتان في الشرق الأوسط تمتلكان الرؤية نفسها للتهديد الإيراني على المدى البعيد أكثر من السعودية وإسرائيل. ومن هذه الناحية فإن نهاية شهر العسل السعودي – التركي تشكل مدخلاً لتعميق العلاقات بين السعودية وإسرائيل”.