(زمان التركية)ــ رحل عن عالمنا اليوم الأربعاء، عالم الفيزياء البريطانى الشهير ستيفن هوكينج عن عمر يناهز 76 عامًا، متحديًا الأطباء الذين توقعوا موته في عمر 23 عامًا بسبب إصابته بمرض “العصبون الحركى”.
وأصدر ستيفن هوكينج فى عام 1971 بالتزامن مع عالم الرياضيات روجر بنروز نظريته التى تثبت رياضياً وعبر نظرية النسبية العامة لأينشتاين بأن الثقوب السوداء أو النجوم المنهارة بسبب الجاذبية هى حالة تفردية فى الكون “أى أنها حدث له نقطة بداية فى الزمن”. بحسب تقرير لـ (سكاي نيوز).
وبعدها بثلاث سنوات أثبت نظرياً أن الثقوب السوداء تصدر إشعاعاً على عكس كل النظريات المطروحة آنذاك؛ وسمى هذا الإشعاع باسمه “إشعاع هوكينغ” واستعان بنظريات ميكانيكا الكم وقوانين الديناميكا الحرارية.
ولاحقا طور مع معاونه جيم هارتل نظرية “اللاحدود للكون”، والتى غيرت من التصور القديم للحظة الانفجار الكبير عن نشأة الكون، إضافة إلى عدم تعارضها مع أن الكون نظام منتظم ومغلق.
وفى أواخر الثمانينات من القرن الماضي، نشر كتابه تاريخ موجز للزمن الذى حقق مبيعات وشهرة عالية. ولاعتقاد هوكينج أن الإنسان العادى يجب أن يعرف مبادئ الكون، فقد بسّط النظريات بشكل سلس.
وحاز على العديد من الجوائز العلمية والأكاديمية، منها قلادة ألبرت أينشتاين والميدالية الذهبية للجمعية الفلكية الملكية وجائزة وولف فى الفيزيا، وجائزة أمير أستورياس فى كونكورد.
معاناة ستيفن هوكينج
إلا أن هوكينج المولود عام 1942 فى أكسفورد، بإنجلترا، كانت حياته مليئة بالمعاناة منذ شبابة، حيث أصيب بشكل نادر مبكر الظهور وبطيء التقدم من التصلب الجانبى الضموري في الـ 21 من عمره، وهو المرض المعروف أيضًا باسم “العصبون الحركى”، الذى سبب له شللا تدريجيا على مدى عقود من الزمن.
وعند تشخيصه عام 1963 تنبأ الأطباء وقتها بأنه لن يعيش سوي سنتين فقط.
فى أواخر الـ 1960، تدهورت قدراته البدنية، إذ بدأ باستخدام العكازات وتوقّف عن إلقاء المحاضرات بشكل منتظم. بينما خسر ببطء قدرته فى الكتابة، طوّر ستيفن أساليب بصريّة تعويضيّة، بما فى ذلك رؤية المعادلات بمنظار هندسي شبّه الفيزيائي.
وتدهور كلام هوكينغ تدريجيا، وبحلول أواخر السبعينات استطاع فهمه فقط أبناء عائلته وأصدقاؤه المقربون. من أجل التواصل مع الآخرين، كان يترجم شخص ما يعرفه جيدًا كلامه إلى خطاب واضح.