أنقرة (زمان التركية) – تسبب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحالة من الجدل بين الكتاب الذين يؤيدون حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يترأسه بسبب تصريحاته حول كون بعض الأوقاف الدينية والمتدينين عاجزين عن إدراك الحاجة إلى “تحديث الإسلام”.
من جانبه علق الصحفي بصحيفة (قرار) المعروفة بقربها لأردوغان هاكان ألبيراك على تصريحات أردوغان خلال مقال له، حيث أوضح ألبيراك أن الأغلبية منهم ليسوا عاجزين عن إدراك أن التصريحات المشار إليها تصريحات تجاوزت عن حدها.
وشدد ألبيراك في مقاله على أن أردوغان أحسن بتفسير وتصحيح تصريحاته التي أثارت جدلاً كبيرًا وحيرة كبيرة لدى الرأي العام، إذ قال بعدها “إن الأحكام الصريحة التي أمرنا الله بها في القرآن لم ولن تتغير، غير أن الاجتهادات والقواعد المستنبطة منها وتطبيقاتها ستتغير حسب التغيرات الزمنية والمكان والظروف.” وشكره ألبيراك على هذه التصريحات التي شرحت قصده.
وتمنى ألبيراك لو أن أردوغان قد أعرب عن ندمه على تلك التصريحات وطالب باعتبارها في حكم العدم.
وأشار ألبيراك إلى وجود كتلة في تركيا تكرر كل ما يقوله أردوغان دون التفكير والتأمل فيه مفيدًا أن التصريحات الفضفاضة كتلك التي تفهم منها أنه لا يمكن تطبيق الإسلام اليوم بأحكامه التي تعود إلى ما قبل 14- 15 قرنًا سيتداولها الناس اليوم ولكنها تفسد عقولهم فيما بعد.
وفي تعليق منه على إهانة أردوغان لرجال الدين ذوي المكانة المحترمة من أمثال نور الدين يلديز بوصفهم بالعجز والجهل أفاد ألبيراك أن السلطة تعمل على إسكات رجال الدين بإهانتهم متسائلاً كيف له أن يعرف أن المتطرفين لن يملؤوا الفراغ في الساحة المدنية في تركيا بسبب إسكات أمثال هؤلاء.
هذا واختتم ألبيراك مقاله بالتأكيد على ضرورة انتقاد يلديز وأمثاله بسبب تصريحاتهم وأسلوبهم في هذا الصدد إلا أنه ليس من اللائق رفضهم كليًا وتحقيرهم.
أثار رئيس وقف النسيج الاجتماعي الشيخ نور الدين يلديز المعروف الكثير من الجدل في تركيا بعد فتاويه المثيرة مثل “من الممكن الزواج بطفلة عمرها 6 سنوات”، وفتواه الأخيرة حول العنف ضد المرأة، قائلًا: “ما دام الله قال واضربوهن، فهناك حكمة لا محالة” مطالبًا المتزوجات أن يحمدن الله إن كن يتعرضن للضرب من قبل أزواجهن.