تقرير: حمزة قدير أوغلو
برلين (زمان التركية) – رفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم أمام الحشود التي استقبلته في مدينة مرسين جنوب تركيا علامة “الذئب الرمادي” وهو رمز خاص للقوميين وحزب الحركة القومية في تركيا.
يأتي ذلك بعد أن كان الرئيس التركي يستخدم إشارة “رابعة” في جميع المناسبات سواء في داخل تركيا وخارجها.
وجائت تلك الخطوة من أردوغان قبيل الانتحابات الرئاسية والمحلية والبرلمانية التي من المقرر اجراؤها في العام القادم بعد التحالف بين حزبه العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية الذي يترأسه دولة بهشالي لخوض الانتخابات معاً.
وسمى الرئيس أردوغان الاتفاق مع القوميين بـ “تحالف الجمهور” في الوقت الذي تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تراجع نسبة تأييد حزب أردوغان في الشارع التركي إلى 40 بالمئة بعد أن كانت تقرب من 50 بالمائة في الانتخابات الأخيرة.
ويأتي ذلك أيضًا بعد تعبير حليف أردوغان السياسي دولة بهشالي عن استيائه من إشارة رابعة.
وكان رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي أعرب في وقت سابق عن انزعاجه من استخدام بعض أعضاء حزبه شارة رابعة بجانب شعار “الذئب” الذي يمثل التيار القومي في البلاد.
ويعود سبب إقدام بعض القوميين إلى رفع إشارة “رابعة” إلى جانب إشارة “الذئب” إلى إعلان رئيسهم دولت بهتشلي عقده تحالفًا مع رئيس الجمهورية ورئيس حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان في الفترة الماضية وأثناء الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأبدت مصادر داخل حزب الحركة القومية انزعاجها من استخدام الإشارتين بجانب بعضهما البعض، موضحين أن تلك الإشارات من الممكن أن تكون مقبولة من قبل المارة في الشوارع، ولكن هذا الأمر لا يمكن أن يكون مقبولًا على الإطلاق خلال اجتماعات الحزب.
وكان رئيس حزب الحركة القومية قد أوضح في مذكرة أرسلها إلى جميع فروع الحزب الإشارات والعلامات المسموح باستخدامها من قبل نواب الحزب خلال اجتماعاتهم، محذرًا من عواقب استخدام أي إشارات مخالفة للإشارات المرفقة في المذكرة؛ الأمر الذي فسره البعض على أنه مؤشر على الحساسية والانزعاج في صفوف الحزب.
يذكر أن الروائي والكاتب الصحفي الشهير أحمد ألطان المعتقل منذ سنتين بتهمة المشاركة في الانقلاب الفاشل قال في دفاعه عن نفسه للمحكمة: “إن كل حزب فاشل يلجأ في نهاية المطاف إما إلى الخطاب القومي أو الخطاب الإسلامي للحفاظ على ذوبان رصيده لدى الشعب”.
يشار إلى أن إشارة “رابعة” ظهرت كرمز يدل على أحداث ميدان رابعة عقب الإطاحة بالرئيس المصري السابق المعتقل محمد مرسي، وتبناها أردوغان لمدة طويلة واستخدمها في اللقاءات الجماهيرية كأداة سياسية، إلا أنه بات يستخدم هذه الإشارة في الآونة الأخيرة للدلالة على المقومات الأربعة لحزب أردوغان “الوطن الواحد، الأمة الواحدة، العلم الواحد، والدولة الواحدة”.
ومؤخرًا أحدثت إشارة رابعة مشكلة خلال جولة أردوغان في تونس العام الماضي.
وعلق الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، على رفع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، شارة رابعة بالقول “نحن في تونس لدينا علم واحد لا اثنان لا ثلاثة لا رابعة”
وجاء تصريح السبسي كردة فعل على شعار “رابعة” الذي رفعه أردوغان خلال استقباله في القصر الرئاسي بقرطاج.