(الزمان التركية) – كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يأمل أن ينضم حزب السعادة أيضًا مع حزب الاتحاد الكبير إلى التحالف الذي يقوده حزبه العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية بالتعاون مع دولت بهتشلي، في انتخابات 2019، لكن لا تأتي الرياح دائمًا بما تشتهي السفن.
وكان أردوغان قال أثناء لقائه مع زعيم حزب السعادة تيميل كاراموللا أوغلو إن تركيا تواجه في الفترة الحالية أكبر المخاطر الخارجية في تاريخها، وأضاف “نحن نمر بأيام يجب أن يكون فيها جميع طوائف الشعب وعناصر الأمة في وحدة وتضامن في وجه تلك التهديدات”.
وبالرغم من المساعي التي يظهرها أردوغان لانضمام حزب السعادة كذلك إلى التحالف الذي يترأسه مع بهتشلي، إلا أن موقف حزب السعادة كان باردًا تجاه تلك المساعي. وأدى ذلك إلى نفاد صبر أردوغان وقال في النهاية على هامش اجتماعه مع نواب حزبه: “إن الأحزاب التي نريدها أن تكون معنا تحت هذا السقف، إن كانوا يختارون لأنفسهم رفقاء درب وأصدقاء آخرين غيرنا فلا يسعنا إذن إلا أن نقول لهم: “مع السلامة”.
يذكر أن لجنة اتخاذ القرار والإدارة التابعة لحزب العدالة والتنمية كانت قد ناقشت في اليوم السابق موقف حزب السعادة من التحالف. ومع التصريحات الأخيرة لأردوغان يرى الخبراء والمحللون أن ملف التحالف مع حزب السعادة سيصل إلى طريق مسدود.
ويجب التأكيد على أن موقف إدارة حزب السعادة المعارض للتحالف لم يكن مفاجئًا. فقد طُرح عليه ملف التحالف، قبل ذلك، قبيل الانتخابات في 1 نوفمبر/ تشرين الثاني، إلا أن هذا الطريق كانت نهايته مسدودة أيضا بسبب إصرار حزب السعادة على 20 عضو برلماني أثناء المحادثات التي أجراها من قبل فاروق تشيليك، أحد الوزراء السابقين. وفي تلك الفترة علَّق أوغوزهان أصيل تُرك، رئيس حزب السعادة الذي خلف الراحل نجم الدين أربكان، قائلًا: “سلّمكم الله”. فما أشبه الليلة بالبارحة، إذ يقول أردوغان لحزب الساعدة في هذه المرة: “مع السلامة”. بالفعل فشل التوصل إلى اتفاق تحالف بين القيادات، إلا أن أردوغان لا يزال لديه أمل، أنه من الممكن تحقيق التحالف في المستوى الأدنى من الحزب.
لقاء أردوغان وبهتشلي
قال رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي خلال لقاء التحالف الذي جمعه مع رئيس حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان في 18 فبراير/ شباط: “سيكون حزب الاتحاد الكبير معنا في هذا التحالف. وكلما اقتربت الانتخابات ازدادت شعبية التحالف ودخل مؤيدون لحزب السعادة معنا في التحالف”، مشيرًا إلى أنهم يخططون للحصول على 50+1% صوت؛ بينما قال أردوغان: “أنا أعتقد أن نسبة أصوات التحالف قد ترتفع لتصل إلى 65%. ومن خلال تلك النسبة، نكون قد كممنا كافة الأصوات المعارضة لنا سواء داخل تركيا أو خارجها”.
ولكن حقيقة الأمر أن كواليس لقاء أردوغان وبهتشلي شهدت حوارًا مهمًا للغاية؛ بدأ الزعيمان قراءة مواد التحالف واحدة تلو الأخرى، ولم يحدث أي خلاف بينهما، إلى أن انتهى اللقاء بعد 20 دقيقة فقط. إلا أن أردوغان لم يرد إنهاء اللقاء بهذه السرعة، فقال: “لنحتسي كوبا آخر من الشاي”، وفي تلك الأثناء سأل أردوغان بهتشلي قائلاً: “هل تنظم حملات استطلاع الرأي؟”، رد بهتشلي قائلاً: “أنا لا أنظم ولكن الأصدقاء يحضرونها لي أحياناً، وأطلع عليها”.
هنا يقوم أردوغان، ويخرج نتائج استطلاع رأي حديث العهد، ويقول: “أنا أنظم استطلاعات الرأي باستمرار؛ فأنا من أكثر الناس قدرة على قراءة وتقييم استطلاعات الرأي في تركيا. أنا أعرف أعمال الاستطلاعات جيدًا. انظر، هذا الاستطلاع صدر حديثًا. وكنت أطالع في هذه النتائج قبل مجيئكم”.
ويقدّم أردوغان لبهتشلي نتائج استطلاع الرأي الذي يظهر ارتفاع نسب الأصوات المتوقع لحزب الحركة القومية، لافتًا إلى أن فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18-35 سنة من الناخبين تنجذب للحزب، مرجعاً سبب ذلك إلى تأثير عملية عفرين.
ويقول أردوغان في ختام لقائه مع زعيم حزب الحركة القومية: “إذا كان هناك أمر يتعلق بنا، فإن هاتفي مفتوح على مدار الساعة. ويمكنكم أن تتصلوا بي مباشرة”.
بعدها يغادر بهتشلي اللقاء الذي استمر 45 دقيقة، ويقول لمن حوله:
- “إن رئيس الجمهورية يعرف الأمور السياسية جيدًا. وهو بارع في أمر السياسة.”
- “أنا واثق أن الانتخابات ستكون في موعدها المحدد.