تقرير: حمزة قدير أوغلو
أنقرة (زمان التركية) – تشهد تركيا تحالفات حزبية قبيل الانتخابات التي من المقرر عقدها العام القادم، وستؤثر بلا شك تلك التحالفات على ردة فعل الناخب الكردي.
والشهر الماضي شهد إعلان الرئيس التركي ورئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم رجب طيب أردوغان تحالف حزبه مع حزب الحركة القومية من أجل الانتخابات المرتقبة، وأطلق على التحاف المشار إليه اسم “تحالف الجمهور”.
و عكست ظهور ملصقات أردوغان داخل مؤتمرات حزب الحركة القومية وإرسال رئيس الوزراء بن علي يلدريم تحية إلى القوميين المشاركين في اجتماعات البرلمان بإشارة الذئب الرمادي، وهي إشارة القوميين الأتراك الخاصة بهم، أن الحزبين أصبحا كوجهين لعملة واحدة.
عقب المحاولة الانقلابية الغاشمة غيّر رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي موقفه السياسي تجاه أردوغان الذي كان يتهمه قبل وقوع المحاولة الانقلابية بتدمير البلاد اقتصاديًا بالفساد والرشاوي.
وعقب المحاولة الانقلابية الفاشلة أعلن بهشلي باستمرار دعمه لأردوغان على أن يشمل هذا الدعم الانتخابات التي ستشهدها تركيا في عام 2019 القادم.
كيف ينظر الأكراد إلى الحركة القومية؟
تعمل الأسماء البارزة من حزبي الحركة القومية والعدالة والتنمية الذين شكلوا لجنة مشتركة بتعليمات من أردوغان على تحديد الأساليب التي يجب اتباعها أثناء الحملات الانتخابي لضمان الفوز.
وأحد نقاط الجدل المثارة عقب الحديث عن تحالف الحزبين هي ردة فعل الناخب الكردي تجاه التحالف، فخلال انتخابات عام 2015 التي فاز فيها العدالة والتنمية بالحكم منفردا بواقع 49 في المئة من أصوات الناخبين حصد الحركة القومية على 10 في المئة من إجمالي أصوات الناخبين.
وحصد الحركة القومية خلال تلك الانتخابات على 0.89 في المئة من أصوات الناخبين بمدينة دياربكر ذات الغالبية الكردية، ولم يفلح الحزب في حصد 1 في المئة من أصوات الناخبين في جنوب شرق تركيا ذي الغالبية الكردية.
يبدو أن الأكراد لا يمنحون أصواتهم لحزب الحركة القومية لأنهم يرونه حركة قومية تركية فاشية.
سياسة أردوغان تجاه الأكراد
في واقع الأمر سيستخدم الأكراد أصواتهم في الانتخابات اعتمادا على سياسة أردوغان تجاه المشكلة الكردية في تركيا والمنطقة (خصوصًا في سوريا والعراق) أكثر من الاعتماد على تحالف أردوغان والحركة القومية.
كانت الأوساط الكردية توقعت دعم أردوغان للاستقلال المحتمل لكردستان العراق مما دفع ذلك جزءا من الأحزاب الكردية المؤيدة لبرزاني بمقاطعة الاستفتاء بينما أعلن الجزء الآخر دعمه للاستفتاء علانية.
وعلى عكس التوقعات تماما فإن أردوغان قد أعلن عدم اعترافه باستفتاء الاستقلال الذي شهده كردستان العراق في 25 سبتمبر/ أيلول الماضي، وتسبب موقف أردوغان هذا في خسارته الفصائل الكردية المحافظة والقومية التي لطالما ساندته إلى اليوم.
إن موقف حكومة أردوغان المعادي لقيام دولة كردية في شمال سوريا كمعارضتها للدولة الكردية في شمال العراق قد يسبب في خسارتها أصوات الأكراد بعدما كانت تتحدث في الماضي عن الانفتاح الكردي.
ولا يزال الأكراد منزعجين من حديث أردوغان عن كون عفرين ملكا للعرب وذلك خلال تصريحاته بشأن العملية العسكرية القائمة هناك.
وعلى صعيد آخر قد تتجه أصوات الأكراد إلى رئيسة حزب الخير الجديد ميرال أكشينار، التي سبق وأن شغلت منصب وزير الداخلية وانفصلت مؤخرا عن حزب الحركة القومية لتأسيس حزب الخير، بفضل زياراتها إلى المدن الكردية وتصريحاته المحتضنة للأكراد التي تدلي بها باستمرار.
قمع حكومة أردوغان لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي
إن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي برئاسة صلاح الدين دميرتاش، وهو ثمرة الانفتاح الكردي في تركيا، بات عدوا للحكومة التركية بعد إعلانه أنه لن يسمح لأردوغان بالوصول إلى منصب الرئاسة.
وخلال الانتخابات الرئاسية التي شهدتها تركيا في عام 2014 فإن دميرتاش الذي كان مرشحًا خلال الانتخابات تسبب في إرباك أردوغان إذ أنه لم يفز إلا بفارق قليل لأن دميرتاش حصل على 10 في المئة من الأصوات.
وعقب هذا بدأ الجناح السياسي والإعلامي في تركيا الترويج لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي على أنه الجناح اليساري لتنظيم العمال الكردستاني الإرهابي، واعتقلت السلطات التركي 9 من نواب الحزب من بينهم رئيس الحزب دميرتاش الذي فاز ب 59 مقعدًا خلال انتخابات عام 2015.
ومؤخرًا أسقطت السلطات التركية عضوية البرلمان عن نائبين من حزب الشعوب الديمقراطي أحمد يلدريم وإبراهيم أيهان، حيث يوجد حكم قضائي نهائي بحق يلدريم بتهمة إهانة الرئيس أردوغان وبحق أيهان بتهمة الترويج لتنظيم إرهابي.
هذا ومن المخطط أن تشهد تركيا الانتخابات المحلية في 24 مارس/ آذار العام القادم على أن تشهد الانتخابات البرلمانية والرئاسية في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني.