(الزمان التركية) – علق رئيس الهلال الأحمر التركي كرم كينيك على وضع اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا، قائلًا: “علينا أن نكون واقعيين؛ في أحسن الظروف إن عاد نصف السوريين، فإن نصفهم الباقي سيظل في تركيا. لا يجب أن يتم إرسالهم عنوة. نحن نقدم معونة 120 ليرة تركية شهريًا من الهلال الأحمر لنحو 1.3 مليون سوري”.
جاء ذلك خلال تعليق رئيس الهلال الأحمر التركي كرم كينيك على وضع اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا، خلال حوار مع جريدة “خبر تُرك”، مؤكدًا على عدم إجبار السوريين على مغادرة البلاد.
وقال كرم كينيك، ردًا على سؤال المحاور: “لقد قال رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان إننا لا نستطيع أن نبقي 3.5 مليون سوري هنا؛ مشيرًا إلى ضرورة عودتهم، ما رأيكم هل يجب أن يعودوا أم لا؟”، قائلًا: “أنا بصفتي ناشط في مجال المساعدات الإنسانية المدنية، إن كانت هناك عودة في يوم من الأيام، فإنه من الضروري أن تكون تلك العودة بكامل إرادتهم. بالتأكيد لا يجب أن يكون الأمر عنوة. فنحن نعارض ذلك تمامًا. كما يجب أن يكون الأمر كذلك من ناحية القوانين ومبادئ حقوق الإنسان الدولية.
عند النظر إلى 65 مليون لاجئ حول العالم، نجد أن متوسط الفترة التي يقضيها اللاجئون بعيدًا عن أوطانهم تصل إلى 17 عام. فالمذابح والانتهاكات التي تعرض لها السوريون ليست بالأمر الهين وسهل النسيان؛ نحن نتحدث عن قتل ما لا يقل عن 600 ألف مدني. فضلًا عن أن عدم بقاء منازل لهم يجعل من الصعب عودتهم إلى سوريا مرة أخرى. عندما نجري أبحاثًا بين السوريين نجد أن هناك من يقول منهم إنه من الممكن أن يعود في حالة تحقيق الأمن، وضمان مستقبل أطفاله، وإن نسبة هؤلاء تصل إلى 60%”.
وأضاف المحاور “لقد مرت 7 سنوات على قدوم السوريين إلى تركيا. استقروا في تركيا، وتزوجوا، وولد لهم أولاد هنا؛ إذ هناك 270 ألف طفل سوري ولد في تركيا. ولكن الرئيس التركي يقول لا يمكنهم البقاء هنا! ما رأيكم كم منهم سيعود إلى سوريا طوعًا؟”.
فكان رد كينيك أنه يعتقد أن أكثر من نصف اللاجئين السوريين في تركيا سيفضلون البقاء داخل تركيا على العودة إلى سوريا.
وعن مدى رضاء وسعادة اللاجئين السوريين من البقاء في تركيا، قال كينيك: “عند النظر إلى معدلات الجريمة بين السوريين، نجد أنها قرابة نصف معدلات الجريمة في مجتمعنا تقريبًا؛ معدلات الجريمة بين الأتراك 3%، بينما تبلغ بين السوريين 1.3%. وهم على دراية بمدى التضحية التي تقدمها تركيا في هذا الشأن”.
وأوضح كينيك أن تركيا تستضيف 3.5 مليون سوري، منهم 75% نساء وأطفال وشيوخ أعمارهم فوق 65 عام وكلهم بحاجة إلى رعاية، مشيرًا إلى أن عائلات بعضهم لا تزال تحارب في سوريا، قائلًا: “على سبيل المثال هناك ثلاثة عائلات سورية، رب أسرة واحدة في تركيا، والباقين يشاركون في الحرب في سوريا. ويقوم رب الأسرة في تركيا في تلبية احتياجات المقيمين في تركيا”.
وأشار إلى أن السوريين الذين انتقلوا من تركيا إلى دول الاتحاد الأوروبي انتقلوا بعد انتقائهم؛ حيث تم اختيار أصحاب الحرف، وأفراد جماعات عرقية معينة، وكذلك بعض العائلات المتميزين، وفقًا لشروط واختبارات ذكاء وقدرات محددة.