أنقرة (زمان التركية) – وجدت مأساة المدرس جوكهان أتشيك كوللو الذي توفي داخل المعتقل بعد أقل من أسبوعين على اعتقاله، بسبب التعذيب أصداء واسعة في الصحافة التركية والعالمية، خاصة بعد قرار السلطات بتبرئته وإعادته إلى وظيفته.
اعتقل جوكهان لمدة 13 يومًا انتهت بوفاته بسبب أنواع التعذيب الشتي التي تعرض لها، ومن ثم طلب دفنه في “مقبرة الخونة”، وهي مقبرة خاصة في إسطنبول لدفن جثث الجنود والضباط الأتراك الذين قتلوا خلال محاولتهم الانقلاب عام 2016 ورفضت رئاسة الشؤون الدينية أداء صلاة الجنازة عليه.
لكن مؤخرًا قامت الحكومة التركية بتبرئته وإصدار قرار بإعادته إلى وظيفته.
حيث انتهت التحقيقات الإدارية بحق المدرس جوكهان الذي اعتقل على خلفية بلاغ تلقته قوات الأمن بحقه عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة، بعد عام ونصف من وفاته بأنه بريئ ومن حقه العودة إلى وظيفته.
عندما عجزت السلطات عن الحصول على إفادة “جوكهان” وفق ما يرغبون، تعرض المدرس للضرب من قبل فرق مكافحة الإرهاب بمديرية أمن إسطنبول ونقل إلى المستشفى مرتين ليلقى حتفه بعدما عجز عن تحمل المعاملة التي لقيها داخل مديرية الأمن.
الاعتقال بناء على بلاغ.
كان المدرس جوكهان (42 عامًا) يعمل أستاذًا للتاريخ في ثانوية أتاتورك التقنية والصناعية في منطقة عمرانية بمدينة إسطنبول، وكان واحدا من بين الآلاف الذين تم فصلهم من أعمالهم عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة.
وبعد تلقيها بلاغًا داهمت قوات الأمن منزل المدرس جوكهان وقامت باعتقاله بتهم التورط في المحاولة الانقلابية والانتماء لتنظيم إرهابي مسلح.
وخلال الفحص الطبي الروتيني الذي خضع له خلال فترة اعتقاله تحدث جوكهان عن تعرضه للضرب باستمرار وتلقيه مئات اللكمات.
بالإضافة لتعرضه لأزمات صحية بسبب معاناته من مرض السكري ونوبات الذعر، حيث أصيب بالغيبوبة مرتين ونقل خلالهما إلى المستشفى.
وعقب كل مرة نُقل فيها جوكهان إلى المستشفى كان يعود مرة أخرى للمعتقل بتعرض مرة أخرى للتعذيب وسوء المعاملة، كما لم يُسمح له بالحصول على أدوية مرض السكري.
لم يتحمل قلبه التعذيب
لم يتمكن قلب جوكهان تحمل ما تعرض له خلال 13 يومًا من الاعتقال ليتوقف عن العمل في نهاية المطاف، وأجرى الأطباء ورئيس مصلحة الطب الشرعي للمعتقل الإسعافات الأولية لجوكهان غير أنها باءت بالفشل ولم يتمكنوا من إنقاذ المدرس الشاب.
وخلال التقرير الذي أعدته استنادًا على الوثائق الطبية أفاد رئيس وقف حقوق الإنسان التركي شبنم كرور فينجانجي أن جوكهان توفي لتعرضه لأزمة قلبية نتيجة للتعذيب الذي تعرض له داخل المعتقل.
علمت أسرته بخبر وفاته عندما استدعيت إلى وحدة الطب الشرعي. ولم تتوقف المعاملة غير الإنسانية بحق جوكهان عند هذا الحد، حيث تبلغت أسرته أنها ستتسلم جثمانه شرط دفنه في مقابر الخونة رغم أنه لم يتم فتح أية تحقيقات بحق جوكهان ولم يتم الحصول على إفادته.
رفض الإمام أداء صلاة الجنازة عليه
قامت الأسرة بغسل الجثمان بإمكاناتها الخاصة ونقله إلى مسقط رأسه في مدينة قونية بسياراتهم الخاصة، ولكن الإمام الرسمي رفض أداء صلاة الجنازة عليه لتلقيه تعليمات من رئاسة الشؤون الدينية.
البراءة جاءت بعد عام ونصف
وفي الوقت الذي تتواصل فيه التحقيقات بشأن وفاة جوكهان نتيجة للتعذيب حدث تطور مهم، حيث قضت الحكومة التركية ببراءة جوكهان وإعادته إلى وظيفته بعد عام ونصف من وفاته.
وعلم أن مدير المدرسة أبلغ زوجة أتشيك كوللو بقرار عودته إلى وظيفته الصادر عن وزارة التعليم في السابع من الشهر الجاري ويحمل رقم E.2561776.
هذا وعلق الصحفي ومقدم الأخبار على قناة “د” التركية أحمد هاكان على الأمر بقوله “إن الدولة اعتذرت بعد 585 يوما”.