(الزمان التركية) –زعم الكاتب الصحفي بجريدة يني تشاغ ومستشا الرئيس التركي السابق عبد الله جول، أحمد تاكان، في مقال كتبه عقب ما وصفه البعض بـ “خطاب الوداع” لوزير الداخلية التركي سليمان صويلو قبل يومين وأثار جدلًا واسعًا في الشارع التركي، أن صهر الرئيس رجب طيب أردوغان وزير الطاقة برات ألبيراق تشاجر مع صويلو هاتفيًا.
وادعى الصحفي أحمد تاكان أن وزير الداخلية سليمان صويلو من بين الأسماء التي من المتوقع تغييرها في التعديل الوزاري المرتقب، قائلًا: “أنا لا يمكنني التكهن بغيب الأمور، ولكنني أكشف لكم الستار عن كواليس خطاب الوداع الذي ألقاه سليمان صويلو… والقرار النهائي يعود إليكم”.
وأشار تاكان إلى أن سليمان صويلو أجرى اتصالًا هاتفيًا بوزيرة الأسرة فاطمة بتول صايان كايا وقال لها: “إن تصريحاتك عن عملية عفرين تضعنا في مأزق. من فضلك لا تدلي بتصريحات في هذا الشأن مرة أخرى”. فردت الوزيرة متسائلة: “لماذا؟ هل أنت من سيصدر لي الأوامر؟”.
وقال الكاتب أن صويلو رد عليها قائلًا: “إن تصريحاتك التي لا محل لها تضعنا في مأزق، ولا داعٍي لها. وتتسبب في حالة من الجدل في الشارع التركي. هذه مهمتي أنا. ورئيس الجمهورية يمكنه أن يدلي بتصريحات، وكذلك رئيس الوزراء، وأنا أيضًا. فماذا خصك في هذا الأمر؟ هذا ليس مجال صلاحياتك ومسؤولياتك”. وانتهت المكالمة الهاتفية بهذه الكلمات.
وأضاف تاكان فيما يتعلق بالشجار الذي دار بين الوزيرين: “غضبت الوزيرة فاطمة بتول صايان كايا من الحوار الحاد الذي دار بينها وبين وزير الداخلية سليمان صويلو، فلجأت إلى نقل ما حدث إلى ووزير الطاقة برات ألبيراق صهر الرئيس أردوغان. وفي نفس اليوم أجرى اتصالًا هاتفيًا بوزير الداخلية سليمان صويلو وسأله غاضبًا عما إذا كان قد قال هذا أم لا… فرد صويلو قائلًا: “نعم قلت ذلك؛ أنا وزير الشؤون الداخلية لهذا البلد. وتلك هي مسؤولياتي وصلاحياتي”. فرد عليه ألبيراق بأسلوب حاد، قائلًا: “الزم حدودك؟”.
ووفقا لرواية الكاتب حاول صويلو الدفاع عن نفسه، قائلا “إن هذا من حقي، ولكن هل هذا من حقك أنت؟”. وانتهت بهذا المكالمة الهاتفية بينهما.
ويقول “تاكان” إنه عقب تلك المكالمة توجه صويلو إلى قصر الرئاسة، وأخبر الرئيس أردوغان بكل ما جرى. لكن أردوغان رد عليه بأسلوب غير مبال: “سأنظر في الأمر”. من ثم انصرف صويلو”.
وعلق الصحفي تاكان على التصريحات الأخيرة التي ألقاها سليمان صويلو والتي فسرها البعض على أنها كانت “خطبة وداع”، قائلًا: “جاء يوم الأحد 25 فبراير/ شباط… إذ كان صويلو على وشك تقديم استقالته أمس الإثنين. وأدلي بتصريحاته المثيرة في مدينة طرابزون. ومنذ ذلك الوقت لم ترد أي أخبار عن صويلو”.
وخلال كلمته أفاد صويلو أنه يشغل اليوم منصب وزير الداخلية غير أنه بالغد قد يغيب عن المنصب ويرحل دون عودة، مؤكدًا أنه فرد من جيش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وسيواصل حياته كفرد في جيش أردوغان أياً كان المنصب الذي يشغله.
كما أشار تاكان إلى الصمت الذي يلتزمه رئيس الوزراء بن علي يلدريم تجاه الأزمة، قائلًا: “ألا يوجد رئيس الوزراء في هذا البلاد؟ ما رأي بن علي يلدريم في كل ما يدور من حوله؟ وغيرها من الأسئلة التي قد تطرق على أذهانكم؛ وأنا وجهت تلك الأسئلة إلى مصادري داخل القصر الرئاسي. وقالت تلك المصادر: “إن السيد بن علي يلدريم لا يفكر في الوقت الراهن إلا في الترشح لرئاسة بلدية إسطنبول. ولا يبالي بشيء غيره تفاديا لمخاطر تراجع رصيده لدى الرأي العام. ولا يريد التدخل في أي شيء”.
ولفت إلى أن هناك خصومة بين بن علي يلدريم وصهر أردوغان برات ألبيراق قائلًا: “لقد تدخلت السيدة أمينة أردوغان في الأزمة، وقالت: “نحن عائلة، انهوا هذه الأمور”. وليس صويلو هو الوزير الوحيد الذي لديه مشاكل؛ إذ أن وزير الصحة أحمد دميرجان أيضًا فكر أكثر من مرة في الاستقالة من منصبه. ولكن أردوغان كان يرفض طلبه. إن الوزراء يتجنبون الحديث في انتظار التعديل الوزاري الذي يترقبونه خائفين”.
يُذكر أن صويلو شغل منصب وزير الداخلية خلال التغيير الوزاري الذي أعلن عنه رئيس الوزراء بن علي يلدريم في 31 أغسطس/آب عام 2016، حيث حل وزير العمل والضمان الاجتماعي سليمان صويلو محل وزير الداخلية السابق أفكان آلا.
وخلال التغيير الوزاري الذي شهدته تركيا في عام 2017 حافظ صويلو على مقعده وبات أحد أخلص الوزراء لأردوغان.