أنقرة (زمان التركية) – تساءل إسماعيل ياشا، الكاتب في صحيفة “تايم ترك” الإلكترونية، المعروف بقربه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن الجهة التي تستند إليها مصر في “تهديداتها الوقحة” لتركيا.
وفي مقاله بعنوان “هل ستتحارب مصر وتركيا”، زعم ياشا أن مصر لا تمتلك القوة لمواجهة تركيا، وأن التوترات الأخيرة في شرق البحر المتوسط والتصريحات المتبادلة بين أنقرة والقاهرة جعلت الشارع العربي يتساءل ما إن كانت مصر وتركيا ستتحاربان.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ذكر في تصريحات لصحيفة “كاثيميريني” اليونانية أن الاتفاقية الموقعة بين قبرص ومصر بشأن تحديد المناطق الاقتصادية المنحصرة ليست سارية وفقًا للقانون الدولي.
ولاحقًا حذرت السلطات التركية أنها لن تسمح بأي أبحاث علمية وهيدروكربونية غير قانونية في اليابسة التابعة لها وما يحيط بها من مسطحات مائية.
وفي رد منه على تصريحات وزير الخارجية التركي، أفاد الناطق باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد في وقت سابق أن صلاحية الاتفاقية ليست محط نقاش لأحد، مؤكدًا أن الاتفاقية تتوافق مع القانون الدولي وتم تسليمها للأمم المتحدة.
وشدد أبو زيد على أن مصر ستتصدى لأي محاولة لانتهاك حقوقها المشروعة في المنطقة والتشكيك في هذه الحقوق.
وفي تعليق منه على تصريحات الجانب المصري، زعم ياشا أن مصر التي لم تعد تتمتع بثقلها السابق في العالم العربي لا تتمتع بالقوة لمواجهة تركيا من الناحيتين العسكرية والاقتصادية، مضيفًا أن هذا الأمر يدعو إلى التساؤول حول الجهة التي تستند إليها مصر في “تهديداتها الوقحة” لتركيا، على حد وصفه.
وادعى ياشا أن مصر تعتمد على إسرائيل في المقام الأول ضد تركيا، وأن الجميع بات يعلم أن العلاقات المصرية الإسرائيلية تشهد حاليًا أزهى عصورها.
وواصل ياشا مزاعمه قائلاً أن ما سماه “المجلس العسكري المصري” يعتقد أن إسرائيل وبالتالي الولايات المتحدة ستصطفان في صفه خلال المواجهات المحتملة مع تركيا، وتابع أن القاهرة تعتقد أن تحالفها مع اليونان وقبرص اليونانية يجعلها قادرة على التغلب على تركيا.
ولفت ياشا إلى تنافس ثماني دول على آبار النفط والغاز الطبيعي الثرية في شرق البحر الأبيض المتوسط، ألا وهي تركيا ومصر واليونان وإسرائيل ولبنان وسوريا وقبرص اليونانية وفلسطين، واصفًا تصريحات الجانب المصري الصاخبة بـأنها “لا قيمة لها” طالما أن تركيا عازمة ومصممة على الأمر، وفق قوله.
ذكر ياشا أيضًا أن نجاح أو فشل عملية غصن الزيتون التي تنفذها تركيا والجيش السوري الحر في عفرين السورية سيكون له انعكاسات على صراع القوى في شرق البحر المتوسط، مؤكدًا أن تركيا ستكتسب ثقلاً في الصراع القائم بشرق البحر المتوسط في حال نجاح العملية وإظهارها للعالم بأسره أنها لن تسمح بممر للإرهاب على حدودها الجنوبية.
هذا وشدد ياشا على أنه في حال حدوث العكس ولم تحقق العملية العسكرية أهدافها ولم تظهر تركيا عزمها وإصرارها فإن هذا الأمر سيشجع مصر والدول الأخرى ضد تركيا، مفيدًا أن المواجهات القائمة حاليًا في جبال عفرين وقراها تمتد إلى آبار النفط والغاز الطبيعي في البحر المتوسط.
يذكر أن السلطات السعودية اعتبرت الكاتب الصحفي إسماعيل ياشا “شخصية غير مرغوبة في السعودية”، -على حد تعبير ياشا – وقامت بترحيله إلى تركيا في عام 2015 بعد أن أقام في المدينة المنورة حوالي 12 عامًا، وذلك بتهمة قيامه بالإيقاع بين الشعبين التركي والسعودي وإثارة الفتنة بينهما.