برلين (زمان التركية)ــ أعادت زيارة نائب رئيس الوزراء التركي هاكان جاويش أوغلوا إلى جزيرة سواكن السودانية، الحديث عن نوايا تركيا التي تحاول إخفائها في إقامة قاعدة عسكرية في الجزيرة التي باتت خاضعة لإداراتها منذ آواخر العام الماضي.
وقال تقرير لموقع (أحوال تركيا) أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حاول التغطية على مخططاته بإقامة قاعدة عسكرية في السودان، بالإعلان “عن توقيع العديد من الاتفاقيات بين الجانبين بما فيها الاستثمار في جزيرة سواكن وتسرب أنها بداية مشروع تركي للتواجد العسكري التركي على شواطئ البحر الأحمر”.
كما وصف الموقع تضمن زيارة المسئول التركي الذي وصل السودان أمس إقليم دارفور بأنها تأتي “إحياءا لشيء من التاريخ العثماني”.
وأضاف “في محاولة لصرف الأنظار عن تلك الخطط العسكرية التركية صرّح نائب رئيس الوزراء التركي، هاكان جاويش أوغلو، بأن جزيرة سواكن بحدودها وموقعها الجغرافي الطبيعي ذات مساحة محدودة ولا تسمح بإقامة منطقة عسكرية عليها”.
ومن المقرر زيارة جاويش أوغلو لجزيرة سواكن اليوم الأربعاء بعد ان وصل الخرطوم أمس، وعقد لقاءات رسمية مع المسؤولين بولاية البحر الأحمر.
وقال الموقع: “واحياءا لشيء من التاريخ العثماني سيزور المسؤول التركي إقليم دارفور”، وذلك تعليقا على تصريحات أوغلو، التي قال فيها “سنتحرك إلى مدينة الفاشر، وفاءً من الأمة التركية، لافتتاح قصر السلطان علي دينار بعد ترميمه من وكالة تيكا وإعادة تأهيله”.
من جانبه ذكر جاويش أوغلو، أن زيارته إلى السودان، الغرض منها “متابعة المشاريع والاتفاقيات والقرارات التي اتخذها الرئيسان في البلدين، لتخطو خطوات إلى الأمام وتنفيذ ما اتفق عليه”.
وأضاف، “كان لقاؤنا لتقييم المشاريع والبرامج قيد التنفيذ الآن، وكيفية سيرها”.
وأوضح، أن الخطوط الجوية التركية، تخطط لتسيير رحلات إلى مدينة بورتسودان (شرق)، وأنه جرى الحديث مع المختصين بهذا الخصوص، “والأمر بحاجة إلى بعض الموافقات لتبدأ الخطوط في رحلاتها إلى بورتسودان”.
وحول سؤال بشأن إقامة علاقات عسكرية بين البلدين، أوضح قائلًا، “لا نستطيع أن ننظر إلى العلاقات المشتركة، ونقول أنها في مجال واحد، فعلاقاتنا ممتدة إلى كافة المجالات، الاقتصادية السياسية والتعاون العسكري وارد وتحت التقييم”.
وكان الرئيس التركي أعلن موافقة الخرطوم على منحهم حق إدارة جزيرة سواكن، على البحر الأحمر. وقال مسؤول تركي إن المنطقة “ذات أهمية ثقافية لتراثها العثماني”.
وفي سياق متصل نشر برنامج “yapboz” الذي يُعرض على قناة (A Haber) المملوكة لعائلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساء قبل أمس الجمعة لقطات من الجزيرة، حيث أعرب المسؤولون السودانيون عن سعادتهم من الوجود التركي خلال اللقطات التي بثت من الجزيرة التي وصفت بـ”الجزيرة التي أغضبت أعداء تركيا”.
وتناول البرنامج الذي حمل عنوان “أحفاد العثمانيين يدافعون عن ميراثهم” الأخبار المتداولة في وسائل الإعلام المصرية والتي قالت إن هدف الوجود الترك في الجزيرة هو الإطاحة بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كما تطرق البرنامج إلى تقييمات خبراء المخابرات الأمريكية المركزية بشأن الموضوع الذين أكدوا خلالها على ضرورة إنشاء قواعد في صورة مثلثية للسيطرة على أي منطقة.
وفي تعليق منه على اللقطات خلال البرنامج، أفاد كاتب صحيفة “تقويم” الموالية لأردوغان “أرجون ديلار” أن المنطقة العسكرية التي ستؤسسها تركيا في الصومال وقطر، وجزيرة سواكن بعدهما تشكل شريان طريق الحرير، مؤكدًا أن حزيرة سواكن ستصبح قاعدة عسكرية بنسبة 99 في المئة.
وأضاف ديلار أن نظام محمد مرسي كان سيضطلع بدور في هذه المنطقة لو ظل في الحكم في مصر، زاعمًا أن تركيا لم تعد دولة تخاف، وأن كل السفن التي ستمر بالبحر الأحمر ستخضع لرقابة تركية.
وأفاد مقدم البرنامج “بكر حذار” أن أفريقيا كانت تُدار من تلك الجزيرة في عهد الإمبراطورية العثمانية التي أنشأت بدورها قاعد عسكرية بها.