أنقرة (زمان التركية)ــ علق محلل سياسي تركي على إعلان الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا الاتفاق على إعادة العلاقات إلى وضعها الطبيعي بين البلدين والتفاهم بشأن سوريا، مشيرًا إلى أن التحدي الحقيقي امام واشنطن هو إقناع “وحدات حماية الشعب” بالعودة لشرق الفرات.
وقال يوسف كاتب أوغلو المحلل السياسي التركي إن اقتراح أنقرة نشر قوات أمريكية – سورية ينطلق من عقيدة مواجهة “الإرهاب” أينما وجد وبالتحديد منطقة “منبج” لمحاربة أي مجموعات تعتبرها أنقرة إرهابية كقوات “حماية الشعب الكرية” وفق تعبيره، نافيًا وجود تعاون عسكري بين الدولتين في كل المناطق بل مدينة منبج فقط المحطة الثانية التى ستذهب إلىيها القوات التركية.
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أعلن خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي، ريكس تيلرسون، أمس الجمعة عن “توصلنا إلى اتفاق بشأن إعادة علاقات البلدين إلى وضعها الطبيعي”.
وأشار المحلل السياسي التركي لبرنامج “بين السطور على راديو “سبوتنيك إلى أن تركيا والولايات المتحدة الأمريكية اتفقتا على أن يكون هناك تنسيق مشترك لدخول القوات التركية إلى منبج؛ لمحاربة أي مجموعات تصنفها تركيا إرهابية، موضحًا أن “الجديد في هذه الخطوة أن الولايات المتحدة ستعلن وكأنها تخلت عن المجموعات الإرهابية المتواجدة في منبج، حيث وافقت واشنطن على التنسيق مع أنقرة فيما يخص جميع المجموعات الإرهابية بما فيها قوات حماية الشعب الكردية، فضلًا عن تحديد موعد زمني 15 مارس/أذار القادم كموعد لبحث النتائج”، واصفًا ذلك بالخطوة الأولى على الطريق الصحيح.
وحول قدرة الولايات المتحدة على إقناع قوات حماية الشعب بالعودة لشرق الفرات، اعتبر المحلل السياسي التركي يوسف كاتب أوغلو أن ذلك هو التحدي الحقيقي لواشنطن، لأنها “تصرح بأشياء وتفعل أخرى، حيث تعلن أمام تركيا أنها ستحارب هذه المجموعات التركية المسلحة، وفي الواقع تسلحهم ولذلك أنقرة حذرة جدًا من واشنطن”.
وعن توازن تركيا لعلاقاتها بين روسيا والولايات المتحدة، اعتبر أن لعبة التوازنات الإقليمية والدولية أصبحت حجر الزاوية لتركيا، وذلك وفق مصالحها القومية، حيث لا تريد واشنطن أن تفقد حليف استراتيجي قديم وهو ثاني أكبر قوة في الناتو، وروسيا تحاول أن تستفيد من إنهيار الثقة الموجود الآن بين تركيا والولايات المتحدة، ولكن العلاقات بين روسيا وتركيا أخذت منحنى قوي جدًا خاصة في المجالين الاقتصادي والسياسي، فضلًا عن تزويد موسكو لأنقرة بمنظومة صواريخ إس400 حين رفضت واشنطن”.
من جانبه أكد تيلرسون خلال لقائه أردوغان أن تركيا والولايات المتحدة ستتحركان بشكل مشترك في سوريا ولديهما رغبة في تجاوز الأزمة الحالية.