أنقرة (زمان التركية) – في مقاله بصحيفة “بوليتيكو”، أحد أكثر الصحف الأمريكية تأثيرًا، أفاد السفير الأمريكي السابق لدى أنقرة أريك أديلمان أن تركيا خرجت عن السيطرة وبات يتوجب على أمريكا اتخاذ موقف حازم وصريح تجاهها، لا يخلوا من فرض عقوبات.
وأوضح أديلمان أن العملية العسكرية التي تشنها تركيا في شمال غرب سوريا ضد القوى الكردية المدعومة من الولايات المتحدة مزعزعة للاستقرار بالقدر الكافي، مشيرًا إلى أن الخطر الفعلي سيحدث في حال تنفيذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للوعد الذي طرحه عدة مرات والتوجه صوب الشرق نحو مدينة منبج التي تسيطر عليها القوى الكردية وتتمركز فيها القوات الأمريكية.
وشدد أديلمان على أن السبيل الوحيد لمنع الصدام هو اتخاذ القيادات الأمريكية موقفًا حاسمًا وعنيفًا ضد تركيا قبل أن تزداد الأمور تعقيدا، مفيدا أنه يتوجب إبلاغ أنقرة بأن الهجوم على منبج سيكون له عواقب وخيمة، وأن واشنطن مستعدة لفعل ما يلزم.
وأضاف أديلمان في مقاله أنه في عهد أردوغان شهد العالم أضخم عملية خرق للعقوبات الأمريكية على إيران، ونشرت وسائل الإعلام التركية مواقع القواعد الأمريكية السرية في سوريا، بالإضافة إلى اعتقال قس أمريكي وعالم بوكالة ناسا، وموظفين في السفارة الأمريكية لدى أنقرة على خلفية تهم ملفقة واحتجازهم رهائن.
وأشار أديلمان إلى أن الظلم الاستبدادي لأردوغان بلغ اليابس الأمريكي في أشهر الربيع الماضي باعتداء حرسه الشخصي على محتجين أكراد خلال زيارته إلى واشنطن وشراء تركيا من روسيا أحدث أنظمة دفاع جوي لا تتوافق مع أنظمة الناتو واعتدائها على حلفاء أمريكا في سوريا.
وطاب أديلمان في مقاله بفرض حصار على الصناعات الدفاعية التركية وقطاع المال والمسؤولين المتورطين في فساد على الأقل.
يُذكر أن السيناتور الجمهوري جيمس لانكفورد قد طالب بفرض عقوبات على مسؤولين أتراك على خلفية اعتقال المواطنين الأمريكان في تركيا، حيث شدد لانكفورد في مقاله بصحيفة وول ستريت جورنال على ضرورة فرض عقوبات على المسؤولين الأتراك المسؤولين عن حبس المواطنين الأمريكان ظلما.
وتطرق السيناتور الجمهوري إلى قانون ماغنيتسكي الذي يسمح بتجميد ممتلكات الحكومات والمسؤولين الأجانب المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان أو منع سفرهم إلى الولايات المتحدة، مشيرًا إلى امتلاك البيت الأبيض أداة كهذه في قبضتها.