أنقرة (زمان التركية) – خلال الآونة الأخيرة عاود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثناء على الدولة العثمانية، في حين يعقد أشخاص يصفون أنفسهم بأحفاد العثمانيين فعاليات في شتى أنحاء تركيا بهدف مدح السلالة الحاكمة والذين جردهم دستور الدولة التركية من كل شئ.
وكان أردوغان قد صرح في كلمته بالأمس أن البعض يعملون على تحديد عام 1923 -الذي شهد إعلان الجمهورية التركية- كبداية لتاريخ هذا البلد، وتجريد تركيا من جذورها وقيمها العتيقة، مفيدًا أنه يتوجب عدم اعتبار الدولة العثمانية والجمهورية التركية كيانين معارضين لبعضهما البعض.
وعقب تصريحات أردوغان، أعلن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أنهم سيعملون لمنح أحفاد السلطان عبد الحميد الثاني الجنسية التركية بقرار من مجلس الوزراء، لكن الدستور التركي يمنع السلالة الحاكمة العثمانية.
لكن يشار إلى أنه في الثالث من مارس/آذار عام 1924 صدر قانون دستوري بشأن إلغاء الخلافة وتجريد السلالة العثمانية من أي حقوق أو ممتلكات في الجمهورية التركية، حيث ينص القانون على منع أفراد السلالة الحاكمة العثمانية من الإقامة داخل تركيا وإسقاط الجنسية عنهم.
وتنص المادة الأولى من القانون المشار إليه على إلغاء منصب الخلافة لكونه مندمجًا أساسًا في معنى ومفهوم الجمهورية والحكومة. بينما يقول بعض المؤرخين الإسلاميين في كتاباتهم إن الخلافة لم يتم إلغاؤها تمامًا وإنما أسند دورها إلى البرلمان التركي، وفق رأيهم.
كما تنص المادة الثانية على حرمان كل أفراد السلالة الحاكمة العثمانية من ذكور وأناث وأصهارهم من الإقامة داخل الجمهورية التركية، ويخضع أبناء النساء المنتميات للأسرة الحاكمة لهذه المادة.
ونصت المادة الثالثة على وجوب مغادرة الوارد ذكرهم في المادة الثالثة للأراضي التركية في غضون 10 أيام اعتبارًا من تاريخ إعلان هذا القانون.
أما المادة الرابعة فنصت على إسقاط الجنسية التركية عن الأشخاص الوارد ذكرهم في المادة الثانية.
وتنص المادة الخامسة على أنه ليس بإمكان الأشخاص الوارد ذكرهم في المادة الثانية التصرف في ممتلكاتهم داخل الجمهورية التركية.
والمادة الثامنة من القانون تنص على انتقال ممتلكات كل من شغلوا منصب السلطان خلال الإمبراطورية العثمانية بما فيها أراضي الجمهورية التركية إلى ملكية الشعب.
وبالنظر إلى هذه البنود، يتبين أنه كي تتحقق أحلام أردوغان بإحياء الإمبراطورية العثمانية يتوجب عليه تغيير هذه القوانين، وربما تكون خطابات أردوغان بشأن إحياء الإمبراطورية العثمانية مجرد أداة انتخابية لتحميس الداعمين له فقط.